صدر حديثا الترجمة العربية لكتاب "الغريق 48: قصة المدمرة إيلات"؛ لموشه ليفي، والذي صدر لأول مرة في سبتمبر 1979، والآن يصدر بترجمة الدكتور أحمد كامل راوي، رئيس قسم اللغة العبرية وآدابها بجامعة حلوان، والمترجم عمرو زكريا خليل. يحكي الكتاب قصة الجندي الإسرائيلي موشه ليفي الذي طلب نقله من الخدمة في القاعدة البحرية في حيفا في عام 1967 بعد شهور من حرب الخامس من يونيو، إلى المدمرة البحرية إيلات. وكان سبب رغبته في الانتقال إلى المدمرة إيلات هو قضاء فترة خدمته في القوات البحرية في تجربة مثيرة؛ حيث تبحر المدمرة في البحر وتقوم بتدريبات في عرض البحر وتشارك في معارك، بعكس الخدمة في القاعدة البحرية. يصور ليفي في كتابه الحياة على متن المدمرة إيلات وعلاقته بزملائه وأصدقائه وكيف استقبله الجنود هناك، والمواقف الطريفة التي مرَّ بها مع زملائه أثناء التدريبات، ونوعية التدريبات التي تلقاها على متن المدمرة والتمرينات البحرية التي كانت تقوم بها المدمرة البحرية في البحر من تدريب رماية على الطائرات أو على الزوارق البحرية. ثم يصور ليفي المعركة البحرية الشهيرة التي دارت مع قوات البحرية المصرية والمعروفة بمعركة "الرمانة"، والتي تم على إثرها إغراق زورقين للبحرية المصرية. وما كادت تمر أسابيع قليلة حتى أتى الثأر المصري لغرق الزورقين البحريين بأن قامت القوات البحرية المصرية بإطلاق صواريخ بحر بحر من زورقي صواريخ وهي المرة الأولى في تاريخ البحرية العالمية التي تهاجم فيها زوارق صواريخ مدمرة بحرية وتغرقها، ذلك بعد أن قامت المدمرة باختراق المياه الإقليمية المصرية، في استفزاز واضح للقوات المصرية. وبعد إصابة المدمرة إيلات إصابة مباشرة من الصواريخ المصرية تهوي المدمرة في أعماق البحر المتوسط بعد أن قفز منها الضباط والجنود الإسرائيليون، الذين أمضوا قرابة ثماني ساعات في مياه البحر الباردة حتى وصول قوات الإنقاذ. يصف موشه ليفي كل ما مرَّ به وشهده كشاهد عيان على غرق المدمرة وما اختبره هو شخصيا من مشاعر وأحاسيس بعد نزوله الماء، بعد إصابة المدمرة، ومقاومته بروده المياه في الليل، ومصارعته للموت هو وزملاؤه حتى تمام إنقاذهم. ولقد مات في هذه العملية 47 جنديًا إسرائيليًا في 21 أكتوبر 1967، واعتبر موشه ليفي المدمرة إيلات هي الغريق رقم 48.
مشاركة :