اثني عدد كبير من المؤرخين والنقاد قرار وقف مسلسل "الملك" وكان حديث مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، والأخطاء التاريخية التي تخللته. وحرصت موقع الفجر على إجراء حوارات مع عدد من المؤرخين والنقاد لأخذ آرائهم كيف رأوا البرومو والأخطاء وكان أولهم مع المؤرخ الدكتور عبد الرحيم ريحان ، لمعرفة وجهة النظر الأكاديمية حول هذه الموضوعات الشائكة ومعرفة الصواب كما يراه التاريخ والمتخصيين.  وإلى نص الحوار: - كيف تابعت برومو مسلسل الملك؟ وما رأيك في تقديم عمرو يوسف لشخصية أحمس؟ دائما أرى أن أي عمل فني يعبر عن الآثار، لابد من إعداد دراسة كاملة للنص الخاص به، وعرضه على الجهات المتخصصة الكبرى لإتقان التفاصيل، لأن مثل هذه الأعمال الفنية مصدر تثقيف للجمهور ويجب تقديمه بشكل صائب.     - من تختار لتجسيد شخصية الملك أحمس؟ تم ترشيح اسم محمد رمضان من قبل دكتور زاهي حواس سابقا، وشكل عام يجب أن تنطبق مواصفات المصري القديم ذو البشرة السمراء على أيا من يقوم بهذا الدور.   - هل كان يتمتع المصريون القداماء بالمواصفات الشقراء والشعر الأصفر؟ لا طبعا.. الإغريق هم من كانوا يتمتعون بهذه الصفات، لكن أحمس ينتمي لتاريخ مصر القديمة والشعر الأصفر والعباية السوداء مواصفات لم تكن متواجدة في القرية الفرعونية، وهذه التفاصيل وجدت في العمل دون أساس علمي. - هل يقصد صناع العمل تقديم رؤية جديدة أو مختلفة؟ يجب توضيح ذلك والتصريح بأن هذا العمل رؤية شخصية أو جديدة دون نسبها إلى قصة فرعونية الأصل. حرص الفجر الفني على التواصل مع دكتور زاهي حواس لمعرفة رأيه حول أزمة مسلسل الملك. وأجرينا معه الحوار التالي. - ما رؤية لمسلسل الملك كما ظهر في الفيديو الدعائي؟ لا نتدخل أو نحكم على القصة أو الحبكة الدرامية لأنها من حق الكاتب، لكن الملابس والديكور وتصوير البيئة الفرعونية لا يصح معها إلحاقها بالحضارة الحديثة وإدخال العباءة السوداء وهذه "المسخرة" في الصورة.   طالما نقدم عملا فرعونيا، لابد تصوير الديكورات والاكسسوارت والمعابد بشكل صحيح.   - هل كان القدماء المصريون يتمتعون بمواصفات شكلية ملونة مثل الشعر الأصفر؟ الفراعنة كانوا يحرصون على تلوين شعرهم باللون الأحمر في المناسبات، لكن الشعر الأصفر لا نعلم عنه شيئا. أيضا تواصلنا مع الدكتور بسام الشماع ، المؤرخ الشهير ووجهنا له عدد من الأسئلة حول الأخطاء التاريخية في مسلسل الملك وكان الحوار كالتالي. - ما رأيك كمؤرخ في مسلسل الملك ؟ أنا ضد تقديم المسلسل من البداية قبل نشر البرومو الدعائي، لأنهم يعتمدون على رؤية نجيب محفوظ كخلفية تاريخية وأنا أراها "باطلة". رواية نجيب محفوظ تصور أحمس على أنها خائن، وقع في غرام ابنة ملك الهكسوس، والدراما لا تبرر تكذيب التاريخ، وهذا من قبل ظهور الشعر الأصفر والعباءة السمراء.   مازلنا نعاني من أخطاء فيلم الناصر صلاح الدين، وإلقاء لبنى عبد العزيز في نهر النيل، وفيرجينيا جميلة الجميلات، للأسف الفيلم يساوي ألف كتاب لذا لا يمكن السماح لتشويه وتزوير التاريخ بهذا الشكل. لابد من إصدار قرار حكيم لوقف المسلسل، لأنه يحدث البلبلة الفنية، وأنا سعيد لإلغاء رواية كفاح طيبة من المدارس، لأنه لا يجب السماح بأعمال الفانتازيا في مثل هذه القصص التاريخية. - هل كان نساء الفراعنة يلجأون للشعر الأصفر؟ كان فيه شعر أصفر.. كان عندنا ملكة شعرها أصفر، وكن يلجأن للحنة للحصول على شعر أحمر اللون. لا أرى أي ابتكر في البرومو الدعائي، وكان فيه محاولة لتقليد فيلم عمر المختار. كان لابد من التوجه للنقد الفني، لمعرفة رأي أهل الاختصاص في العمل والبرومو من وجهة نظر فنية، وكان لنا هذا اللقاء مع الناقدة خيرية البشلاوي. - ما رأيك في برومو المسلسل والشعر الأصفر لريم مصطفى وعيون عمرو يوسف الملونة؟ ما حدث مهزلة، وأصحاب المسلسل لم يهتمو بالتفاصيل جيدا بداية من الشعر والمكياج والديكورات.     - ما رأيك في تصريح ستايلست لعمل بأن ما يقدمونه دراما وليس عملا تاريخيا؟ هذا جهل وصل إلى حد الوقاحة.. هؤلاء يتقاضون أجرا لإتقان عملهم، وعليهم البحث عبر الانترنت لمشاهدة أفلام عن الفراعنة بدلا من هذه المهزلة. - هل ترين أن المسلسل يوصف بالمهزلة؟ مهزلة فوق الوصف كمان . - وما رأيك في تبرير ريم مصطفى للشعر الأصفر؟ أرى أنه جهل.. طالما سنتحدث عن هذه الفترة يجب أن نقدم الأحداث بشكل وطريقة صحيحة. الأحداث مقتبسة من رواية كفاح طيبة لكن القصة تدور أحداثها في زمن معين، اختيار الممثلين لم يكن صائبا، والملابس والمكياج والتصميمات خاطئة، خاصة من يعملون في الجيش والنساء ورواد المعابد. أيضا استهانة عمرو يوسف بالدور، ورفضه التخلي عن الذقن، "طالما مش قد الدور متعملوش"، للأسف جميعهم اتبعوا ثقافة التبرير. أيضا كان للناقد رامي عبد الرازق رأيا متوافقا مع رؤية المتخصصين السابق ذكرهم، وكان نص الحوار كالتالي. - ما رأيك في برومو مسلسل الملك؟   المسألة شكلية بحت والانتقاد واضح.. لكن قصة كفاح طيبة معروفة، ومن الواضح أن هناك جهدا مبذولا في تصميم المعارك وتصويرها تليق بملحمية الحدث التاريخي الذي يتم تناوله، لكن مسألة الذقن مزعجة وصعب التغاضي عنها. أي شخص لديه إلمام بمعلومات حول الحضارة الفرعونية أو زار المعابد والمتاحف، سيعرف أن الفراعنة لم يعترفوا بالذقن، وكانوا يرون الشعر دنس للوجه، ورسوماتهم لا يوجد فيها شعر. - وكيف تابعت تبرير بعض صناع العمل حول تقديمهم عمل درامي وليس تاريخيا؟ هذا يعكس عدم فهم للدراما، وأغلب الأعمال التاريخية أو الدراما تتعامل في نطاق ما يسمى بالفانتازيا التاريخي وهي حدث تاريخي يتم بناء أحداث درامية أو خيالية عليها، مثل بناء قصة حب أو حدث لم يكن متواجدا. تواجد عناصر دخلية على الحقبة الزمنية، يكسر الإيمان الخاص بالعمل والزمن الذي يتحدث عنه وتقلب إلى محاكاة ساخرة. العباءة السوداء والشعر الملون والكردان يضيف عدم اقتناع بالعمل والواقعة التاريخية التي يتناولها. - وما رأيك في الأصوات التي تنادي بالحكم على العمل وليس البرومو؟ كان من الأولى عليهم الانتظار للحكم على المسلسل دون طرح برومو مليء بعناصر منفرة، تساهم في خسارة انتباه المشاهد وقيمة الحماس والتركيز والمتابعة المتوقعة.