الأربعاء من أيام الأسبوع الخفيفة التي كانت مرتبطة بجيلنا حين كنا نغادر المدرسة ظهراً بعد دوام أسبوع طويل! ونستمتع بالإجازة الأسبوعية من أولها باللعب في سطح المنزل بالكرة، وآخرها مشاهدة بعض المسلسلات أو المباريات التي تعرض في حينها بعد صلاة العشاء، تلك اللذة “الربوعية” ما زالت تتمدد معنا، كبرنا وغادرنا المدرسة وأصبحنا نمتلكُ أعمالاً، ومشاغل كثيرة، تغير الأسبوع ليحتل الخميس مكان الأربعاء لدى هذا الجيل، أما جيلنا ما زال محتفظ بتلك الذاكرة اللذيذة التي يجلبها له هذا اليوم العتيق. حوادثُ كثيرة تثير الاهتمام بالنسبة لي تأتي في مثل هذا اليوم المقدس، آخرها ذاك الانتصار الخفي الذي حقق في داخلي نشوة سعادة عارمة وابتسامةٍ ساخرة جانبية، لن يشعر بها سوى من يشجع برشلونة. كانوا يقومون بالتجهيز وتحضير ملعب مدينة الملك عبد الله في محافظة جدة، لاستقبال نهائي كأس السوبر الإيطالي ما بين يوفنتوس وانتر ميلان، الجميع متشوق وسعيد بهذا اللقاء، لكن ما شد انتباه الإعلام المرئي والمسموع هو ما حدث حين تم استقبال اللاعب كريستيانو رونالدو، الذي وقف أمام أحد رجالات الأمن في المملكة العربية السعودية وهو يدقق في جواز سفره، رجل الأمن كان يقوم بعمله بكل شفافية، مما يظهر للعالم بأن النظام يطبق على الجميع. قلتُ – بكل عداء سابق كبرشلونية – النظام على الجميع لا فوق ولا دون، حتى أكون أكثر صدقاً، كنت سعيدة بما حدث بحكم أن ماضي رونالدو معنا كمشجعي برشلونة ليس جيداً وكأن القدر ينتقم لنا منه، قد لا تعني الصورة شيئاً، لكنها أحدثت شيئاً من النصر، فما أجمل الأربعاء وهو يعيد للأسبوع انتصاره، فأما يحمل صورةً أو خبراً أو قصاصة ورق بها ما يشعرنا بتلك اللذة العجيبة – وإن كانت زائفة – فهل أحرزت حقاً تلك الصورة هدفاً لنا في مرمى رونالدو وهل تعادلنا ؟ رأي : رباب عواد r.awad@saudiopinion.org
مشاركة :