واشنطن رويترز ربما كانت عباءة الإخفاء ضرباً من روايات الخيال العلمي، لكنها بالغة الصعوبة في عالم الحقيقة غير أن بحثاً جديداً أشار إلى أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من الواقع. قال علماء أمس الأول إنهم أجروا اختبارات ناجحة على عباءة إخفاء رقيقة السمك للغاية مصنوعة من وحدات مجهرية مستطيلة من الذهب وهي مثلها مثل البشرة تتخذ هيئة الجسم الذي توضع عليه ويمكن أن تخفي الأشياء التي تحتها في الضوء المرئي. وقال الباحثون إنه في حين أن تجاربهم تضمنت إخفاء جسم دقيق إلا أنهم يرون أن بالإمكان تطويع هذه التقنية لإخفاء أجسام أكبر حجماً وهي خاصية قد تكون لها تطبيقات عسكرية وفي مجالات أخرى. وتم لف العباءة -التي يصل سمكها إلى 80 نانومتر- حول جسم ثلاثي الأبعاد مصنوع من النتوءات والتجاويف، فيما قام سطح العباءة بإعادة تجميع وتوجيه الموجات الضوئية المنعكسة من العباءة ما جعل الجسم غير مرئي للعيان. وقال شيانج تشانج مدير قسم علوم المواد بمعمل لورانس بيركلي القومي التابع لوزارة الطاقة الأمريكية والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي إن الأمر قد يستغرق من خمس إلى عشر سنوات، لتطبيق هذه التكنولوجيا عملياً. وقال تشانج الذي نشرت نتائج بحثه في دورية (ساينس) «لا نجدأمامنا ثمة عقبات رئيسة لكن الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد». وتتضمن هذه التقنية ما يعرف باسم المواد النانوية التي يقاس طولها بالنانومتر وتكتسب خواصاً غير موجودة في الطبيعة، فمثلاً يستوعب سطحها تفاصيل أصغر كثيراً من حجم الطول الموجي لأشعة الضوء، كما أن بإمكانها إعادة توجيه موجات الضوء الساقطة ثم ارتدادها عن الجسم الذي يخضع لعملية الإخفاء. ولدى هذه «البشرة» ذات خاصة الإخفاء هوائيات مجهرية تعمل على تشتيت الضوء ما يجعل الضوء المنعكس من الجسم يبدو كما لو كان منعكساً من على سطح مرآة مستوية الأمر الذي يجعل هذا الجسم غير مرئي. وقال الباحثون إنهم تغلبوا على اثنين من العراقيل التي كانت تشوب التجارب المجهرية السابقة الخاصة بعباءة الإخفاء التي كانت أكبر سمكاً ومن الصعب إخضاعها لعملية الإخفاء أو تطبيقها عل الأجسام الأكبر حجماً.
مشاركة :