أجرى مسؤولون رفيعون في الشؤون الدفاعية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أول محادثات بينهما منذ أكثر من سنة لمناقشة النزاع في سورية، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وقال البنتاغون في بيان أصدره إن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، تحدث مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في المناطق التي تتداخل فيها منظوراتهما أو في مناطق الاختلاف بين الجانبين. وقالت روسيا إن المحادثات أثبتت أن ثمة أرضية مشتركة بين الجانبين، بحسب وسائل إعلام حكومية روسية. وتختلف الولايات المتحدة وروسيا بشدة بشأن الحرب الأهلية الدامية في سورية. إذ تدعم موسكو الحكومة السورية، بينما ترى الولايات المتحدة إن رحيل الرئيس بشار الأسد أمر ضروري لحل النزاع في سورية. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من التقارير عن زيادة الوجود العسكري الروسي في سورية، في وقت تخسر فيه حكومة الأسد المزيد من الأرض لمصلحة المتمردين. وظهرت أنباء المحادثة الهاتفية بين كارتر وشويغو بعد وقت قصير من قول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة تأمل في أن تجرى محادثات عسكرية (بين الجانبين) في وقت قريب جدا. وقال بيان البنتاغون إن المسؤولين الدفاعيين ناقشا عملية تجنب نشوء نزاع، وبشكل رئيسي تجنب أي مواجهات عرضية، واصفا المحادثات بأنها بناءة. وفي غضون ذلك، قالت موسكو إن أي طلب من سورية لارسال قوات سينظر به وسيناقش. وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف ولكن، من الصعب الحديث عن ذلك افتراضيا. وقالت هيئة حقوق إنسان روسية إن جنودا روس اتصلوا بها للتعبير عن خشيتهم من إرسالهم إلى سورية. وقال سيرغي كريفينكو من المجلس الروسي لحقوق الإنسان إن أي نشر سري للقوات في سورية سيكون أمرا غير قانوني. ويعني تنامي الوجود العسكري الروسي في سورية، وبشكل خاص، نشر صواريخ أرض - جو للدفاع عن المجال الجوي للاذقية، أن لدى واشنطن وموسكو الكثير للنقاش بشأنه. وتعد المحادثة الهاتفية بين وزيري الدفاع الأمريكي والروسي مجرد خطوة أولى في هذا المجال. إذ تسيّر الولايات المتحدة وعدد من حلفائها طلعات جوية وغارات في المجال الجوي السوري، ولا تريد أي سوء فهم مع القوات الروسية هناك. كما تريد الولايات المتحدة الحصول على فكرة أوضح عن هدف الوجود العسكري الروسي في سورية. هل أنه ببساطة لضمان رأس جسر لإعادة إمداد قوات الأسد، أو أنه تمهيد لتدخل عسكري روسي في القتال. وقد تيسر المحادثات العسكرية بين موسكو وواشنطن تفاهما أفضل، على الجبهة الدبلوماسية، مع سورية، ومن المرجح أن تكون القضية البارزة في اللقاءات والاتصالات المهمة، التي ستجري على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر.
مشاركة :