تجددت أمس أعمال العنف والقتل في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت عن وقوع ضحايا وسط المجموعات السكانية بالمنطقة، في وقت لا تزال فيه الاشتباكات مستمرة. وفي غضون ذلك، طالب حاكم الولاية المواطنين بالبقاء في منازلهم حتى تستطيع الأجهزة النظامية القيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار بالمدينة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن أحداث العنف في تصاعد متواصل منذ اندلاعها أول من أمس، مشيرة إلى حالة الهلع والخوف التي تسيطر على المواطنين، جراء انتشار مجموعات تحمل السلاح في شوارع المدينة، وتطلق الرصاص عشوائياً في كل الاتجاهات. وأضاف الشهود موضحين أن أصوات الذخيرة «لا تزال تسمع من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما نشاهد دخان الحرائق ينبعث من مناطق متفرقة بالمدينة”. وقال حاكم الولاية، محمد عبد الله الدومة، على صفحته الرسمية بــــ«فيسبوك» «شهدت مدنية الجنينة حالة من الانفلات الأمني بسبب مقتل شخصين، وجرح ثالث ليلة السبت الماضي، ما أدى إلى حالة من التوتر الأمني سببها خارجون عن القانون». وأضاف الدومة أن حكومة الولاية شرعت في إجراء التدابير اللازمة، فيما باشرت النيابة التحقيق في حادثة القتل، مبدياً أسفه على ما جرى من حالات لبث الرعب بالمدينة، جراء إطلاق الأعيرة النارية في أحياء الجبل، والثورة والتضامن، وأيضاً جراء الحرائق التي نشبت في عدد من المنازل بمربعات حي الجبل. وحث الدومة المواطنين في المدينة على الحيطة والحذر، والتحلي بالصبر والاحتكام لصوت العقل، والبقاء في منازلهم، مع الإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها لأقرب قوة أمنية، حتى تستطيع الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها في إعادة الاستقرار للمدينة. من جهة ثانية، قالت مصادر محلية للصحيفة، إن الأحداث اندلعت بعد مقتل شخصين ينتميان لإحدى القبائل بالمنطقة، لتتحول الأحداث إلى صراع قبلي وحرب شوارع داخل المدينة. من جانبها، قالت لجنة الأطباء بالمدينة (منظمة غير حكومية) إنها أحصت 18 قتيلاً و54 جريحاً، موضحة أن المستشفيات والمرافق الطبية ما تزال تستقبل مزيداً من الضحايا. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، شهدت الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، اشتباكات بين قبيلتين، خلفت 48 قتيلاً و97 جريحاً. وذكرت اللجنة في بيان أن الأحداث بدأت ليلة أول من أمس بإطلاق مجموعة من العصابات الإجرامية الرصاص على سيارة إسعاف، كانت تقل عدداً من الأطر الطبية العاملة بمستشفى المدنية، والاعتداء عليهم بالضرب. ونقل ناشطون على صفحاتهم بـــ«فيسبوك» فيديوهات وصوراً لقتلى وحرائق، ومجموعات تحمل السلاح في عدد من أحياء المدينة.
مشاركة :