تظل اللغة التي تحمل في طياتها تفاؤلا مشرقا وأملا باسما وتطلعا راشدا وطموحا متقدا، من أهم الأسباب في التغيير الإيجابي وحسن التدبير والاهتمام بالتخطيط المتقن والإعداد المدروس وتحقيق الرؤى المستقبلية والمشاركة المتفاعلة والإحساس الجاد والمشاعر الصادقة، لاسيما أننا نعيش في وطننا الغالي في نعم كثيرة من أهمها الأمن والأمان وطاعة الرحمن ورغد العيش المبارك. وذلك ما يعزز العلاقة القوية بين المواطنين في السعودية وبين القيادة الرشيدة، وكذلك الحب الكبير المتبادل بين القيادة والمواطنين، بل وأثبت شعب السعودية أنهم على قدر كبير من تحمل المسؤولية والتضحية والتفاني في سبيل الدين والقيادة والوطن بطواعية منقطعة النظير. والمتأمل لتاريخ السعودية يلحظ بعين بصيرة أنها مرت ببعض الأزمات التي كلفتها الكثير من الأموال والتكاليف الباهظة في مراحل مختلفة، وفي عهد بعض الملوك السابقين وحتى عصرنا الحاضر، إلا أنها لم تتأثر كثيرا ولم يزدها ذلك إلا قوة وحماسا عظيما، لمواصلة الأدوار العظيمة المنوطة بها بين دول العالم كدولة ذات اقتصاد قوي ولها دورها البارز على كل الأصعدة محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا. وانطلاقا من الحكمة التي تحلى بها -وما زال يتحلى بها- كل ملوك وطننا المبارك، نجد أن هناك قرارات تاريخية حازمة اتخذها قادة السعودية، وكان لها -بعد توفيق الله- أثر كبير في تجنيب الوطن والمواطن الكثير من الأزمات، بل وحتى على مستوى بعض البلدان الأخرى. ومن هنا، وفي ضوء أزمة كورونا وما تبعها من جهود استباقية وإجراءات احترازية فريدة ومتميزة على مستوى العالم، اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، التي وضعت نصب أعينها أن الإنسان في المرتبة الأولى مهما كلف الأمر، وكما يدرك العقلاء ورواد السياسة والاقتصاد التأثيرات المالية التي تحدث نتيجة مثل هذه الأزمة وغيرها، فإن السعودية بما حباها الله من نعم متعددة وقيادة راشدة ورشيدة مباركة، ستتجاوز أي تأثيرات اقتصادية -بإذن الله- بسلام، وستعبر السفينة عباب البحر بقوة وستصل إلى بر الأمان. ولذلك، فمن الأمور الإيجابية أن تظل كلمة الملك سلمان الرائعة في بداية هذه الأزمة عنوانا واضحا نضعه أمام أعيننا وفي مقدمة رؤوسنا، بأن الأمور مطمئنة وسيظل المواطن هو الرقم الأهم في ذهن القيادة المباركة. ولكن، لابد من شعور المواطن وإحساسه بأهمية الترشيد على المستوى الفردي والجماعي وتغيير بعض الممارسات والسلوكيات الاستهلاكية السلبية، وإتقان القيم الاقتصادية في برامجه اليومية، ولعل أهم قيمة يمكن تأكيدها في هذا الشأن أن الجميع يستميت حبا وانتماءً لهذا الوطن ويزداد ولاءً للقيادة، وكلنا مع وطننا وقيادتنا في كل الأحوال، ولدينا قناعة تامة بحكمة قيادتنا وقراراتها التي تصب دائما في مصلحة الوطن والمواطن.
مشاركة :