لنرفع العقال ونزجي التحية لرجال الصحة

  • 4/29/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تهتم كل المجتمعات البشرية والقيادات الحاكمة لأي مجتمع بجانبين مهمين، هما التعليم والصحة، وتخصص لهما الميزانيات المالية العالية. وكما هو معروف، فالتعليم والصحة قطبان رئيسان ودعامتان أساسيتان في بناء أي أمة، فالتعليم يبني العقول ويربي الأجيال ويقدم المعرفة ويعد الناشئة بصورة تمكنهم من القيام بأدوار فاعلة ومنتجة في مسيرة التنمية في بلدانهم، والصحة تؤسس لنظام صحي يسهم في بناء أفراد المجتمع بصورة صحية سليمة وبناءة ويقدم كل الخدمات الوقائية والعلاجية ويساعد في تقصي الأمراض الوبائية وإيجاد الحلول المناسبة لعدم انتشارها. وإذا وجد الإنسان المتعلم السليم بدنيًا وجسميًا وعقليًا ونفسيًا الخالي من الأمراض والعلل، فلا شك سيؤدي دوره المهم في بناء وطنه ومجتمعه. وفي وطننا الغالي السعودية، يجد المتأمل في مخصصات الميزانية العامة للدولة أن ثلثي الميزانية يخصصان للتعليم والصحة، وعندما تحدث الأزمات المفاجئة والطارئة مثل ما يحدث في أيامنا الحالية من انتشار لوباء كورونا يتضح للمرء جليًا الدور الكبير الذي قام به القطاع الصحي في مواجهته. ففي ضوء الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، كانت وزارة الصحة على أهبة الاستعداد بكل طاقاتها وجميع طاقمها، وكانوا جميعًا في الخطوط الدفاعية والوقائية الأولى بقيادة الوزير توفيق الربيعة. وظهرت للعيان وبصورة أكثر وضوحًا، الجهود العظيمة التي قام وما زال يقوم بها رجال الصحة على مستوياتهم وفئاتهم وتخصصاتهم كافة، واطمأن الجميع بأن كل ما صرف على هذه الوزارة أثبت فعاليته أثناء هذه الأزمة. وكأني بكل عضو من أعضاء فريق وزارة الصحة يمتلئ حماسًا مضاعفًا ونشاطًا متقدًا لتقديم الخدمة المطلوبة بجودة عالية، وأداء المهام المنوطة به بكل كفاءة واقتدار، وهم يواصلون العمل ليل نهار وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة في هذه المرحلة الحرجة، للسيطرة على عدم انتشار هذا الفايروس بصورة قد تعيق تقديم الخدمات الصحية والعلاجية بالشكل المرجو. ولعل مصدر الفخر والاعتزاز هنا هو أن من يسهم في تقديم هذه الخدمات الصحية هم من أبناء وطننا الغالي الذين أسهم الوطن في تعليمهم في مراحل التعليم العام والجامعي والعالي، وأتاح لهم فرص الابتعاث والتدريب في أرقى المستشفيات العالمية، وها هم اليوم يؤدون أدوارهم المطلوبة منهم بكل إخلاص وتفانٍ وتضحية، إضافة إلى ما يقدمه العاملون في القطاع الصحي من بعض الدول العربية والإسلامية والأجنبية. وفي تصوري البسيط، أن ما يقوم به رجال الصحة ليس بمستغرب منهم، فهم أبناء هذا الوطن المعطاء ويعملون تحت مظلة قادة أوفياء، وحان الوقت في مثل هذه الأزمة للوفاء لوطن الوفاء ولقادته الأوفياء ولشعبه الشامخ، وفعلًا أثبت رجال الصحة بما لا يدع مجالًا للشك أنهم أوفياء ورجال مواقف. دعونا جميعًا نرفع لهم العقال ونقدم التحية لكل رجل في القطاع الصحي في بلادنا ولكل عضو في فريق وزير الصحة، شكرًا وامتنانًا وتقديرًا لكل الجهود المبذولة والمخلصة، حفظكم المولى من كل مكروه وأعادكم إلى منازلكم وأهليكم سالمين غانمين ورؤوسكم مرفوعة دائمًا.

مشاركة :