بدأت العمالة المخالفة بسوق الخضار المركزي احتيالها على الأنظمة المعمول بها، حيث تقوم بإدارة بسطات الخضار ومراقبتها من بعيد، ويقومون بتوظيف الشاب السعودي للعمل بهذه البسطة وممارسة مهنة البيع والشراء فقط مقابل أجر يومي لا يتعدى 80 ريالًا. «المدينة» قامت يوم أمس، بجولة على سوق الخضار المركزي بتبوك ورصدت بسطات خضار قد أغلقت، وأخرى وضع عليها للتقبيل أو للإيجار، وفي المقابل هنـاك بسطات للخضار يقوم على العمل بها شباب سعودي لم تتسنَ لهم فرصة العمل بالقطاع الحكومي أو بالشركات. والتقت «المدينة» بعدد من هؤلاء الشباب - ولكن اشترطوا عدم التصوير- حيث أوضحوا في حديثهم بأنهم يمارسون العمل على فترتين الأولى من السابعة صباحًا وحتى أذان الظهر، والثانية من بعد صلاة العشاء حتى العاشرة مساء مقابل أجر يومي يبلغ 80 ريالًا للشخص الواحد. وبسؤالهم عمن يقوم بتوظيفهم قالوا: إن هناك «هوامير» من الأجانب، وخصوصًا من الجنسيات الباكستانية والبنغالية وكذلك الأفغانية فهم أصحاب تلك البسطات من الباطن، ويقومون بالقدوم إلى السوق بعد صلاة الفجر والشراء من الحراج وترتيب البسطات ومن ثم نقوم بالعمل، وحين أذان الظهر يقومون بالقدوم مجددًا وسد النواقص من الخضار والفواكه حتى صلاة العصر ثم يختفون ولا نراهم إلا في فترة المساء. وأضاف أن فترة اختفائهم هي الفترات التي يعلمون بأن رجال الأمن يقومون بمداهمة السوق وضبط المخالفين والذين هم منهم. وعن مقدرتهم على فتح بسطات تخصهم قالوا: إن تجار الجملة بحراج الخضار هم من العمالة الوافدة ويقومون بالبيع على بعضهم البعض بأسعار مناسبة، ولكن عندما يأتي السعودي فهم يقومون ببيعه بأسعار غالية، مما يترتب عليه فرق الأسعار بالمفرد، فهناك على سبيل المثال كرتون البندورة (الطماطم) يقوم الوافدون بشرائه بـ16 ريالًا ويقومون ببيعه بـ20 ريالًا فهم يربحون بالصندوق الواحد أربعة ريالات، بينما يأتي السعودي ويشتري الكرتون البندورة بـ20 ريالًا ويبيعه بـ25 ريالًا، وعندما يأتي الزبون فإنه يشتري بالسعر القليل بغض النظر عن البائع هل هو سعودي أم أجنبي. وعن تفاوت الأسعار وارتفاعها وانخفاضها بينوا أنه إذا كان هناك أريحية وعدم وجود لجان تفتيش فإن الأسعار تبدأ بالانخفاض لسببين أولًا كثرة الموردين والآخر كثرة العمالة، لكن إذا كان العكس فتكون الأسعار مرتفعة جدًا وذلك ينطبق على المشروعات الزراعية والمزارع، فنظرًا لعدم وجود عمالة فالأسعار تبدأ بالارتفاع. وطالب هؤلاء الشباب بوجود لجان تفتيش على مدار الساعة وخصوصًا وقت صلاة الفجر والظهر والمساء. «المدينة» وعلى مدار يومين حاولت الوصول إلى رأي أمين أمانة منطقة تبوك المهندس محمد العمري لأخذ رأيه حيال هذا الأمر إلا أنه لم يقم بالرد على اتصالاتنا المتكررة. المزيد من الصور :
مشاركة :