تصادف أن تزامن اليوم الوطني الـ90 للسعودية مع انعقاد أعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فكان ذلك بمثابة التحدي لقيادتنا الحكيمة، فواكبت الحدثين وأعدّت لهما العدة وحرصت عليهما بتقديم قدرٍ كافٍ من الاهتمام. إن حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إلقاء كلمة السعودية أمام أعمال الدورة الـ75 لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يعكس استشعاره الكبير للدور القيادي المسؤول للسعودية في ظل تحدي جائحة كورونا، والتحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة والعالم. لقد جاءت مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين مؤكدة على مواقف السعودية، حيال أهم القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، وهي مواقف ثابتة تهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم. لقد تضمّنت الكلمة أهم القضايا والمهددات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وطرق معالجتها ومجابهتها، بواقعية سياسية تقدم الحلول المعززة والداعمة لجهود الأمن والاستقرار، واكتسبت أهمية بالغة جدا، بوصف السعودية رئيسا لمجموعة العشرين، والقائد الفعلي والحقيقي للعالمين الإسلامي والعربي، فضلا عن محورية دورها المسؤول في مجابهة قضايا المنطقة ومحاربة الإرهاب والتطرف، ومعالجة التحديات العالمية المتعلقة باستقرار أسواق الطاقة. لم تغفل الكلمة اختيار السعودية طريقها نحو المستقبل من خلال «رؤية 2030» التي تطمح من خلالها أن يكون اقتصادها رائدا ومجتمعها متفاعلا مع محيطه، ومساهما بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها. كان السلام وما زال هو الخيار الاستراتيجي للسعودية، الذي من خلاله يُمكن الانتقال بالشرق الأوسط إلى مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والتعايش والازدهار، وما زالت تبذل جهودا كبيرة من أجل العمل على جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل. إن السعودية تعتبر الإرهاب والتطرف تحديا رئيسا يواجه العالم بأسره، وقد حققت مع شركائها الدوليين، نجاحات مهمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة. لقد قدم خادم الحرمين الشريفين، للمجتمع الدولي، خلاصة تجارب السعودية مع النظام الإيراني، التي تؤكد أن الحلول الجزئية ومحاولات الاسترضاء لم توقف تهديدات هذا النظام للأمن والسلم الدوليين. وفي الختام، أوضح خادم الحرمين الشريفين أن السعودية تتطلع إلى تجاوب المجتمع الدولي مع دعوتها لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الإنسانية اليوم، والعمل معا من أجل غدٍ مشرق، تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام. كان الجميع يتابع تلك الكلمة الضافية التي شملت كل ما يعانيه العالم من تحديات، فكان ذلك مصدر فخر وعز لكل سعودي، يرى قيادته بهذا التمكن، ويحمد الله على ذلك.
مشاركة :