رشةُ عطرٍ على المسلسل الكويتي «عطر الروح»

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

درست الطبيبة «عطر الروح» علم النفس البشري في أرقى الجامعات في الخارج، وعادت لتجد نفسها ممنوعةً من مزاولة المهنة بأمر قضائي، ليس لخطأ طبيٍ جراحيٍ أو لصرف عقار غير مصرح به، بل لعبثيتها مع النفس البشرية، فالطبيبة «عطر الروح» تستخدم تقنيات جديدة في العلاج النفسي تتغلغل من خلالها في النفس البشرية لتستأصل الشر وتزرع شتلة خير مكانه، ولكنها قد تفعل العكس. فرجل الأعمال «مشعل» الذي تسبب في إعاقةٍ دائمةٍ لابن عمه أصبح ملاكًا على يدها وهو يطلب منها «رشة عطر» لابنه المختل عقليا «ماجد» الذي عاش طفولته وشبابه في غرفة مظلمة، ولم يسمع يومًا عن الشر والخير اللذين يتصارعان في الخارج. وعندما تتزايد قوى الشر والضغوط على «ماجد» من قبل الغول «عدنان» تقرر «عطر الروح» مقارعة الشر بالشر. وهنا قد نتساءل: هل يأتي الشر بالخير؟ هل يتحول مارد المصباح إلى ملاك يطير بجناحين؟ تخالف الطبيبة «عطر الروح» أوامر المحكمة وتسافر مع «ماجد» إلى خارج البلاد، وتعيد برمجة نفسيته بإزاحة الخوف من قلبه وزرع شريحة حقد «عالية الفولت» نحو الشر الذي تسلط على أبيه. وعاد «ماجد» بقلب لا يلين وعين لا ترف. واستحالت العجينة الخام التي لم تذق للشر طعمًا إلى كتلة صماء من الكراهية، وسقطت «عطر الروح» في شرك الحقد الذي زرعته. فهل يمكن أن يكون الإنسانُ خيرًا خالصًا أو شرًا محضًا؟ وهل الإنسانُ بخيره وشره هو نتاجٌ ما يكون عليه من مواقف مع الآخرين؟ هل يولد الإنسانُ شريرًا أم أن قسوة الحياة تدفعه إلى ذلك؟ تساؤلات لا تفارقنا مع كل حلقة من حلقات المسلسل الكويتي «عطر الروح» للكاتب «علاء حمزة» والمخرج «محمد القفاص» اللذين أبدعا فيه مع باقة من الممثلين أمثال «هدى حسين، عبد المحسن النمر، عبدالرحمن العقل، حسين المنصور، عبير أحمد، عبدالله البلوشي» بموسيقى تصويرية لا تقل إبداعًا عنهم للفنان «حسام يسري»، ولعل الشاعر الذي قال «أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما» كان طبيبًا ثم أوقف عن مزاولة المهنة فأضحى شاعرًا!   رأي: وفاء الطيب w.altayeb@saudiopinion.org

مشاركة :