قد يحمل العنوان بعض المبالغة إلا أنها الحقيقة فالإقتتال في سورية قد يتحول إلى حربٍ عالميةٍ ثاثة بين القوتين العظيمتين أمريكا وروسيا فبعد أن شعر الروس أن حليفهم في دمشق نظام بشار الأسد على وشك السقوط بعد حرب ضارية تواصلت 4 سنوات تم خلالها استنزاف قواته العسكرية دون أن تتوفر لها فرصة تعويض الخسائر التي فقدتها طيلة نزاع دام أكثر من 50 شهراً . إنَّ الدوليتين الاقوى عسكرياً في العالم على وشك التورُّط بشكل مباشر في سورية وهي التسريبات المتعمدة التي أطلقها الروس لتبرير تواجدهم عسكريا في سوريه وقد كان هدفُ التسريبات رصدَ رد الفعل العالمي وجاءت بعدها ردود فعل أمريكية تمثلت في اتصالات في السِّر وأخرى علنية بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي ثم تصريحات رسمية تحذر من التدخل الروسي المباشر في سورية . وتؤشر الهزائم العسكرية للجيش السوري أنه بات غير قادر على مواصلة القتال بنفس الوتيرة لعدة أسباب أهمها تراجع القوة النارية للجيش الذي فقد كميات ضخمة من التجهيزات والأسلحة والذخائر دون أن يتمكن من تعويضها في الأشهر الخمسين من الحرب الأهلية ثانيا وصول أسلحة حديثة للثوار والجيش الحُرّ في سورية منها صواريخ ارض جو يتم توجيهها من قبل قوات تركية موجودة على الأرض وصواريخ مضادة للدروع بالغة التطور وتزويد المعارضة والجيش الحر والثوار بصور الأقمار الإصطناعية لوضعية القوات السورية على الارض كل هذا ساهم في تحقيق الانتصارات في جبهة إدلب القريبة من الساحل السوري وفي الساحل السوري توجد القاعدة البحرية في طرطوس التي لن تفرط فيها روسيا وهو ما أدى إلى إثارة الحليف الروسي الذي تدخل في سورية عبر مراحل لتعويض خسائر الجيش السوري وإرسال فنيين ومهندسين وخبراء روس لدعم الجيش السوري كما أرسلت روسيا بوارج حربية على متنها وحدات من القوات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الروسية، اضافة الى عدد من المعدات العسكرية . تداركت القيادة العسكرية الروسية الامر بسرعة، و سارعت إلى نفي هذا التسريب لخطتها عبر نائب وزير الدفاع الروسي (( أناتولي أنطونوف )) الذي زعم أنَّ روسيا لم ترسل قوات خاصة إلى سورية واضاف المسؤول الروسي في معرض نفيه (( ينفذ الأسطول الروسي مهام في مختلف أنحاء العالم. ولم يتخذ أي قرار بإرسال قوات خاصة على متن سفن روسية إلى سورية وأنَّ المصلحة إقتضت أن ترسل روسيا بوارج حربية إلى شرق البحر المتوسط نظراً لما تنطوي عليه هذه المنطقة من أهمية جيوسياسية كبيرة لروسيا لاسيما وأنَّه توجد هناك قاعدة إمداد للأسطول الروسي مما يوجب على الإدارة الروسية أن تحمي مصالحها الاستراتيجية والجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط انطلاقاً من سورية ورسالة واضحة لولشنطن وحلفائها بأن الوضع الحالي بعيد كل البعد عن الوضع السابق الذي تمثل بأحادية القطب ، فالازمة السورية افرزت معادلات دولية وعسكرية وإستراتيجية جديدة، ووضعت خطوطاً حمراء ، ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة في حال تخطيها . لقد سعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى الإطاحة ببشارالاسد في وقتٍ كانت فيه بلاد فارس ( إيران ) منشغلة بالإتفاق النووي مع الدولة الدول الست الكبرى وغير قادرة على اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص وعندما طرح وزير الخاجية الأميركي (جون كيري ) على نظيره الروسي لافروف تغيير الرئيس الاسد والمجيئ برئيس سوري جديد طلب منه لافروف وقتاً لسؤال الرئيس بوتين الذي أجاب بوجوب بقاء الاسد وأنَّ روسيا مستعدة لدخول حرب لإبقاء بشار الاسد في منصبه ومن وقتها فهمت واشنطن ان الرئيس بوتين جاد في قراره ومستعد للتدخل مثل ما فعل في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، وتقديم الدعم العسكري لابقاء بشارالاسد في سدة الحكم مهما كلفه الأمر . عبدالله الهدلق
مشاركة :