طالب الباحث والكاتب وحيد الغامدي ضرورة تفاعل المنتدى مع القضايا الساخنة على الساحة الاجتماعية كقضايا التجاذب المجتمعي كالنسوية والذكورية وغيرها من القضايا الساخنة، وذلك ليتحرر المنتدى من السياق النخبوي ليصل إلى الهموم الشعبوية الساخنة. جاء ذلك ضمن ورقته النقدية التي قدمها في الحفل الختامي للموسم الواحد والعشرين لمنتدى الثلاثاء الثقافي والذي أقيم مساء اليوم الثلاثاء ، وشارك فيه مجموعة من المثقفين والمهتمين والمتابعين لأنشطة المنتدى، كعادة المنتدى في نهاية كل موسم أن يقيم حفلا ختاميا يستضيف فيه شخصيات ثقافية تقدم قراءات نقدية ومراجعات لبرامجه وأنشطته. وافتتحت اللقاء رئيس مجلس إدارة المنتدى الأستاذة هدى الناصر بقولها أن المنتدى عمل المنتدى على تعزيز حالة التنوع بكل مصداقية خلال جميع مواسمه السابقة، وبتوسع وشمول أكبر خلال هذا الموسم 21، حيث فَتَحَ الْبَابَ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ، مستغلاً تقنيات الواقع الافتراضي والانفتاح على أطياف المثقفين في الدول العربية. وأكد الأستاذ أمين الصفار مسؤول العلاقات في كلمته أن المنتدى حرص على التواصل مع مختلف الجهات الثقافية من أجل مد جسور التعاون، فقد تم عقد عدة اجتماعات مع مسئولين في وزارة الثقافة لبحث سبل العمل المشترك في الشأن الثقافي وكذلك مع فرعي جمعية الثقافة والفنون بالدمام والاحساء. وأوضح الدكتور محمد الحماقي عضو مجلس الإدارة أن المنتدى أقام خلال الموسم الحالي 30 ندوة شارك فيها 38 متحدثا، كما بلغت عدد المواد الخبرية 452 مادة نشرتها 56 جهة إعلامية، وبلغ عدد حضور الندوات 2012 شخص وأعداد المشاهدين لندوات الموسم 6076 لحد تاريخه. وقال أن مواضيع محاضرات المنتدى تنوعت في مجالات مختلفة، وتم تصنيفها: 13 ندوة فكر وثقافة، 4 ندوات تاريخ، 4 ندوات إدارة واقتصاد، 3 ندوات اجتماع، 6 ندوات مواضيع متفرقة، كما أعد المنتدى ثلاث إصدارات خلال هذا الموسم هي "قالوا في المنتدى"، "علي المصطفى: فنان ووطن"، "منتدى الثلاثاء الثقافي في عيون المثقفين العرب". وتحدث الأستاذ وحيد الغامدي في كلمته الوافية عن الصالونات الثقافية باعتبارها إحدى التمظهرات المدنيّة التي تُعطي للحياة اليوم معناها المتكامل، الذي يوازن بين الأبعاد المعيشية التي طغى عليها مفهوم الاستهلاك؛ لتأتي فعاليات الثقافة والفنون لتعيد ذلك التوازن الروحي المطلوب للإنسان فرداً ومجتمعاً، وأضاف أن التنوع في المنتدى جميل جداً، فمع التنقل بين موضوعات الشعر والاقتصاد والفكر والفلسفة والتاريخ والتنمية، تأتي هذه الوجبة المتنوعة لتضيف إلى المشهد الثقافي السعودي المزيد من الثراء في كافة المجالات الفكرية لخدمة الثقافة ونشاطها الحيوي. وأكد أن هذا التنوع أحد أسرار نجاح المنتدى باعتباره رافداً للمشهد الثقافي السعودي، ليس محلياً فحسب، بل عربياً وإقليمياً؛ حيث التنوع الملحوظ في استضافة ضيوف من كافة أٌقطار الوطن العربي، ليكون المنتدى بذلك إضافة عربية أيضاً. وأنهى حديثه قائلا أنه ممتنّ لمنتدى الثلاثاء الثقافي دائماً؛ كونه علامة ثقافية بارزة في المشهد المحلي، وكونه أيضاً يؤسس لمفهوم الصالونات الثقافية وإدارتها، بل واستدامتها كذلك، بصيغة أكثر ثباتاً وجودة واستمرارية. وشكر المشرف على المنتدى المحاضرين الذين شاركوا في هذا الموسم وكذلك الجهات الإعلامية والمتعاونين من المتطوعين الذين أسهموا في دعم أنشطة المنتدى، مؤكدا على أهمية التواصل الفعال مع المتابعين لتطوير أعمال وأنشطة المنتدى بما يحقق مشاركة ثقافية فعالة بين مختلف القطاعات الاهلية والرسمية.
مشاركة :