الجودر: وسائل إعلام مرئية لم تعد «مرئية» ولا أستطيع التأثير في جيل بغير أدواته

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اذا كنا ندرك تماماً ان الاجهزة الامنية وان كانت معنية بشكل مباشر بالتعامل مع الجريمة وتعقب مرتكبيها، الا ان ذلك لا يلغي دور المجتمع، واذا كنا لا نرى هذه الجرائم بمستوى الظاهرة، الا انها وقعت وبات هناك اهمية للوعي المجتمعي. يرى خطيب جامع الخير الشيخ صلاح الجودر ان هناك شبه فجوة بين جيل يعتبر الانترنت اكثر الادوات المؤثرة فيه وبين اباء لا يعرفون الكثير عن هذه الاداة. يقول الجودر اليوم لم تعد الخطورة تكمن بوضع جهاز حاسوب في غرفة الابناء دون رقابة، بل نتحدث عن هواتف نقالة تتوفر لديهم وتحمل جميع خصائص الحواسيب، ولنعترف ان الكثير من الاهل ليسوا على دراية تامة بالتقنيات والتطبيقات المتوفرة عليها، وهذا بدوره يلقي مسؤولية كبيرة على العائلة ازاء ما يتوفر بين ايادي ابنائهم. يستدرك قبل ان يكمل نعم هناك حاجة لرسالة اعلامية مؤثرة للتوعية بالمخاطر التي قد يتعرض لها الابناء من مجهولين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن السؤال ما هي الوسيلة؟ الاعلام مؤثر لكن اي وسيلة اعلام قادرة على الوصول الى الابناء والاهل معاً؟ لنعترف ان هناك وسائل اعلام مرئية لم تعد (مرئية) بل وتراجع دورها وحضورها في ظل وجود شبكة الانترنت والاعلام الاجتماعي، التلفزيون لم يعد سيد الموقف في استقاء المعلومة او التأثير بالمشاهد. ويضيف لا استطيع ان اخاطب جيلا بغير لغته او ادواته وافترض انني سوف أتمكن من التاثير فيه، هذا الواقع، ولا ابالغ اذا قلت ان تخصيص البث التلفزيوني المباشر لم يعد مجزياً بمخاطبة الشريحة الاكبر في المجتمع في ظل الاقبال على الانترنت لاستقاء المعلومة، اليوم وصلة الكترونية تبدو اكثر اهمية من بث تلفزيوني بالنسبة لجيل يلتصق بالانترنت وليس بشاشة التلفاز. يشير الجودر لاهمية تركيز وسائل الاعلام ومحطات التلفزة على بثها عبر الانترنت وتوجيه رسالتها عبر الاعلام الاجتماعي وليس الاكتفاء بالبث التلفزيوني الذي لا يقبل على مشاهدته معظم الشباب. يقول الجودر لنعترف ان ادوات جيلنا تختلف عن ادوات الجيل الحالي، الناس كانت تجلس امام التلفاز لساعتين لتشاهد مذيعا يحاور ضيفا، المشهد تغير الان، اليوم يبدو فيلم قصير يحمل رسالة اجتماعية يقدم للمتلقي عبر وصلة الكتروني هو اكثر تاثيراً من ساعات بث طويلة لا تحظى بمشاهدة، لا بد من استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لايصال رسالة التوعية وليس الاعتماد على الصحافة او البث التلفزيوني. ويرى الجودر ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزارة العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف لتوجيه المنابر الدينية في اتجاه توعية الناس حيال هذه الجرائم التي تنتج عن شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك وزارة التربية والتعليم التي لا بد ان تلعب دورا توعويا لانها تضم فئات عمرية مستهدفة بهذه الرسالة. يقول الجودر التوعوية حول وسائل التواصل الاجتماعي ليست مسؤولية امنية، بل مجتمعية، وهنا يبرز دور المساجد وكذلك المدرسة، ولا يمكن ان تستغل دور العبادة بالشكل الامثل لنقل هذه الرسالة التوعوية ما لم يكن هناك توجيهات واضحة من قبل وزارة العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف، وكذلك الامر بالنسبة للتربية والتعليم التي لا بد ان تنشط في اتجاه حملات توعية في هذا السياق. يستدرك قبل ان يكمل كل هذا لا يقلل من دور الاسرة، نعلم جيداً ان متغيرات الحياة فرضت بشكل او باخر نمطا معيشيا يختلف عن ما كنا عليه في السابق، الاب يعمل والام كذلك، لكن يجب ان تعزز ثقافة المصارحة والحوار بين افراد الاسرة، لا يجب ان نتوقع ان نكون بعيدين تماما عن ابنائنا ثم نتوقع ان نحظى منهم على (الطاعة العمياء) هذه الطاعة نتوقعها عندما نكون (قدوة) لهم وليس ونحن بعيدين تماماً عن واجبنا اتجاههم. ويضيف هناك حاجة لمفهوم اسرة تواكب العولمة وتستطيع ان تتعامل مع كل المتغيرات التي طرأت على النمط المعيشي والاجتماعي دون ان تقصر بمسؤوليتها، نحتاج ان نصل لابنائنا بلغتهم واداوتهم.

مشاركة :