في قلوب المستثمرين في سوق الأسهم السعودية وفي محافظهم الاستثمارية أيضاً ذكريات مع مستوى العشرة آلاف نقطة، بعض هذه الذكريات جميل وبعضها الآخر ليس كذلك! المرة الأولى التي أغلق فيها المؤشر فوق مستوى 10 آلاف نقطة تعود إلى 17 مارس 2005، عندما أنهى المؤشر تداولاته عند 10030 نقطة، ليبدأ موجة ارتفاعات نارية أوصلته إلى أعلى مستوياته تاريخيا في فبراير 2006 عند 20635 نقطة. لتأتي بعدها النكسة ويتراجع المؤشر بنسبة 62% من قمته فاقدا مستوى عشرة آلاف نقطة في أكتوبر 2006. تلت ذلك فترة هدوء حاول خلالها المؤشر استعادة المستوى النفسي المهم، فاستطاع ذلك في ديسمبر من 2007 ليفقده في يناير 2008 ثم يستعيده من جديد لعدة أيام، ليفقده من جديد لفترة طويلة جداً تخللتها الأزمة المالية العالمية التي أطاحت بكل مؤشر للأسهم في كل دولة في العالم، حيث شهد خلالها "تاسي" تسجيل مستوياته الدنيا عند 4138 نقطة في مارس 2009. ومرت سنوات طويلة ليأتي عام 2014 حاملا معه بشرى السماح للمؤسسات الأجنبية بالدخول إلى سوق الأسهم السعودية، ليقفز المؤشر تدريجيا مستعيدا العشرة آلاف نقطة في أغسطس من العام نفسه، لكن من جديد، الفرحة كانت قصيرة وفقدنا المستوى قرب نهاية 2014. اليوم، وبعد سبع سنوات استطاع المؤشر من جديد استعادة العشرة آلاف نقطة، لكن هذه المرة مدعوما بأسس متينة تمثلت بإدراج "تاسي" ضمن أكبر 3 مؤشرات عالمية هي "فوتسي رسل" و"إم إس سي آي" و"إس آند بي داو جونز"، وإدراج عملاق النفط "أرامكو" إحدى أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية. بالإضافة إلى سيل من المبادرات أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كانت آخرها مبادرة "شريك" ، وقبلها مشاريع "السودة" و"نيوم" و"البحر الأحمر" و"القدية" و"العلا، إلى جانب استراتيجية الرياض وغيرها، وكل هذا ضمن رؤيته للسعودية 2030، الأمر الذي سينعكس على أداء "تاسي"، فكل سوق للأسهم مرآة لاقتصاد البلد الموجودة فيه.
مشاركة :