«السياحة» بين المؤلفة جيوبهم والمؤلفة قلوبهم

  • 6/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انقضاء شهر رمضان، وانتهاء فترة ما يسمى بالغيبوبة السعودية الجماعية، وارتباك الساعة البيولوجية، ينطلق المؤلفة جيوبهم في مغارب الشمس ومشارقها يبتغون سياحةً باردة الأجواء، دافئة المشاعر تجمع في أراضيها الماء والخضرة والطقس الحسن. أما المؤلفة قلوبهم، أصحاب الدخل المحدود، والحظ المقرود، والقرش المعدود، فليس لهم خيارات كثيرة سوى السعي في مناكب الوطن، والهروب من جحيم المناطق الكبيرة كالرياض وجدة والشرقية، إلى اعتدال المناخ في بعض المناطق الغربية والجنوبية. إنه موسم الهجرات المتعددة داخليًا وخارجيًا وسط استعدادات لبعض الجهات الخدمية، والتي تأتي في مقدمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهيئة الترفيه، والتي يؤمل عليها المواطن أن تضطلع بدور تنظيمي وإشرافي كبير. وبنظرة خاطفة على العشر سنوات الأخيرة، نلمس تحسّنًا بسيطًا لدور هيئة السياحة، ولكن المأمول أكبر مما يحدث في ظل استحداث أنشطة وفعاليات فنية وترفيهية كثيرة، بالإضافة إلى إعادة إحياء بعض المواقع الأثرية التاريخية. وفي الوقت الذي تسعى فيه السعودية، اتساقًا مع الرؤية المحمدية الحديثة إلى فتح مجالات استثمارية كبرى  في مجال السياحة المفتوحة، وفق ضوابط تراعي احترام التقاليد والأعراف العربية، مازال السائح  يعاني من ارتفاع الكثير من المرافق السياحية الوطنية وانخفاض جودة الخدمة. ومن منظور أشمل، هناك الكثير من الوفود السياحية الغربية والشرقية والتي تتوق للتخييم مثلًا في صحاري بلادنا، والتمدّد على شواطئها البكر، فلماذا لا يتم استقطابهم بتوفير ما يحتاجونه من مرافق وخدمات ومشروبات ومأكولات، الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني من ناحية، وتغيير الصورة الذهنية الغائمة التي رسمتها غفوة الجاهلية المعاصرة طوال أربعة عقود، من ناحية أخرى.. ويكفي.

مشاركة :