خيانة الوطن تعني خيانة للعهد والولاء والأمانة، وانقلابًا على الانتماء والمجتمع والأعراف، وتعني بيع الضمير والقيم والمبادئ والارتماء في أحضان أعداء الوطن والمتربصون به، ويكفي من يخون وطنه أن خيانته ستظل وصمة عار تلاحقه وتلاحق أحفاده وفئته ابد الدهر. فكل شيء يهون إلا خيانة الوطن فهي جريمة كبرى لا تُغتفر كون المجني عليه هو الوطن وكل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررًا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهو أبدًا لا يشفع لهُ أن يبيع وطنه ويتآمر عليه. فالوطن بمنزلة العرض والشرف للإنسان ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه ودينه. وببساطة ما من عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبرر لك خيانة الوطن؛ إنه العار نفسه والأبدي أن تخون وطنك ومهما كان عذرك للخيانة فلا عاذر لك فالخيانة هي خيانة ولها وجه قبيح لا يجمله شيء والوطن لا ينسى من غدر به وخانه سرًا أو علنًا وإن تم الصفح عنه من قبل السلطات بالدولة لخيانته فالوطن والتاريخ والمجتمع والأجيال اللاحقة لن تصفح لهُ أبدًا ويظلون يذكرون ذلك الخائن بعد موته فهما لا يغفرون لخائن أبدًا لحقارة وبشاعة جريمته، فلئن تخسر شخصًا بسبب الموت أقل إيلامًا من خسارته لانعدام الثقة. الموت يقضي على المستقبل فقط، لكن الخيانة تقتل الماضي أيضًا.. يوهان دينه. من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن” اعزكم الله”.. مثل إيرلندي. ولقد تعوذ سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الخيانة ووصفها بأنها بئس البطانة. وأقسى أنواع الخيانة على الإطلاق والمؤلمة حقًا.. هو أن يكون ذلك الخائن مؤتمن على إحدى الوظائف أو المراكز الحساسة في وطنه، ثم مايلبث أن ينقلب على عقيبيه ويرتمي في أحضان أعداء وطنه مهرولًا لهم، بل ويقوم بتسليمهم الوثائق والأسرار التي تتعلق بأمن وطنه والتي أقسم أمام حكومته بأن يكون مخلصًا لها، وألا يُفشي سراً من أسرارها. ولايعلم ذلك الخائن لوطنه أن تلك الدولة أو الجهات الخارجية التي تعامل معها أو ذهب إليها تنظر إليه بعين الارتياب والتوجس؛ فمن باع وطنه سيبيع غيره، ولذلك هم يحتقرونه، بل وصل الأمر ببعض الجهات الرسمية من محاكم وغيرها إلى رفض الدعاوي التي تقدم بها ذلك الخائن ضد بلاده وردت دعواه ضده. فهذه نواميس وسنن الحياة التي غالبًا ماتكون ضد من خان وطنه وباع الضمير بثمن بخس. ولقد عجبت حقًا ممن أطلقوا على أنفسهم معارضين لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية وارتموا بكل ذلٍ وهوان عند بعض دول الغرب كبريطانيا وكندا من سنوات طويلة وحملوا على عاتقهم تشويه سمعة بلدهم الذي ولدوا وترعرعوا فيه وتكفل بتعليمهم وصون كرامتهم وذلك بكل خسةٍ وسفالة، حتى أصبحوا مدعاةً للسخرية والتندر من الجميع حتى البلاد التي احتضنتهم والجهات التي كانت تساندهم سئمت من تواجدهم على اراضيها، وذلك لهوان المحتوى الذي يقدمونه وفراغه. ونسوا أولئك الخائنين ان تلك الدول تُغلّب مصلحتها الوطنية على مصالحهم. فكما ذكر الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو: إن ما يحفز المرء هو المصلحة والخوف. ولكن لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلا التنفيذ .. عباس محمود العقاد . لقد آن الأوان من الجميع للوقوف صفًا واحدًا ضد من يخون وطنه او يقوم بالتخابر مع جهات اجنبية محاولًا زعزعة أمن الوطن وتفريق اللحمة الوطنية.. وذلك من خلال الاستماتة في الدفاع عن ديننا وبلادنا وولاة امرنا ومعتقداتنا بكل ما أوتينا من قوة والتعاون مع الجهات المختصة بالإبلاغ عنهم. فالوطن يستحق منا الكثير فنحن ابنائه، ولدنا وترعرعنا تحت سمائه وفوق ارضه ولم يبخل علينا يومًا ما بخيراته وفيض كرمه. حفظ الله وطننا وولاة امرنا والشعب السعودي من كيد الخائنين الحاقدين. د. نافل بن غازي النفيعي -خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-
مشاركة :