تتوالى الإنجازات الأمنية المتميزة والمتواصلة ضد معتنقي الفكر الضال؛ ولكنه لا يزال يتمدَّد كعقرب التبن؛ الذي وإن قُضي عليه في جهة أطل بقبحه من جهةٍ أخرى، وما سنوات المواجهة التي واجهت فيها الأجهزة الأمنية هذا الفكر إلا شاهد إثبات على أن الطريق شاقة في التعامل مع معتنقيه وتفكيك خلاياه، والأهم من ذلك كله تتبُّع المُخطِّطين له ووأد خططهم في مهدها، لأنهم يُمثِّلون مصدر الخطورة الأكبر في ديمومة هذا الداء العُضال. لقد أفرزت الضربات الاستباقية لمطلوبين في حي المونسية ومحافظة ضرما أن الارتباط بين المكانين كان وثيقًا، ناهيكم عن رابطة الأخوّة التي بين المقبوض عليهم، والأدهى والأمرّ من ذلك مجابهة أفرادها لرجال الأمن بقنابل يدوية -على حد تعبير المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية- مما يعني أن تجهيزاتهم اختلفت عمّا سبق، وهذا ما كشفت عنه التقارير التي أكَّدت على وجود معمل لتصنيع المُتفجرات، وليس فقط أسلحة يُنفِّذون بها عملياتهم الموبوءة، الأمر الذي يُرجِّح بأن الخلايا النائمة في عسل العنف المسموم تفوق المُكْتَشفة منه. تكالب الظروف علينا واستغلال المتطرفين وضع الحرب الذي يعيشه الوطن، ونكوص الكثير من مُخرجات برنامج المناصحة يُحتِّم علينا المواجهة المسلحة مع هؤلاء الخارجين على كل الأعراف، حيث إن العمل على استصلاح الفاسد الذي أثبتت الأحداث أنه كان يتلبَّس بالعودة للطريق الحق وهو ألَّد الخصام، ويتنكر لكل الامتيازات التي تُقدَّم له؛ رغبةً من الدولة في معالجة الفكر بالفكر، ولكن هؤلاء الفاسدين لم يُقابلوا الإحسان بالإحسان، لأنهم جعلوا الشيطان مرجعهم، واتخذوا من المُرجفين موجِّهين لهم، يُديرون تحركاتهم بالريموت كنترول، في تغييب غير مُبرَّر للعقل، واتِّباع سلبي؛ عطَّل معه إعمال الفكر بشكلٍ ممجوج. Zaer21@gmail.com
مشاركة :