أكدت فوزية بنت عبدالله زينل رئيس مجلس النواب أن مملكة البحرين جعلت من التحول الرقمي والاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي هدفًا وطنيًا ذا أولوية، منطلقة في ذلك من الرؤى السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والتوجيهات الكريمة من جلالته «بوضع خطة وطنية شاملة تؤمن الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الانتاجية والخدمية، من خلال وضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، لضمان الاستفادة القصوى من مردود ذلك على اقتصادنا الوطني». وأشارت زينل إلى أنه على أرض الواقع تسارعت المساعي من جميع السلطات لترجمة التوجيهات الملكية السامية، وتضافرت من أجل وضع الخطط والاستراتيجيات المستجيبة لمتطلبات العصر، والعمل على إدخال النظم التقنية والذكاء الاصطناعي، في كل النشاطات والمجالات، الأمر الذي مكّن المملكة من التعامل المرن منذ بدء جائحة كورونا «كوفيد-19»، وإحراز السبق في مواصلة عمل القطاعات بأقل الأضرار، مستندة إلى كفاءات وطنية عملت ضمن فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. جاء ذلك ضمن كلمة لها أمام المؤتمر الافتراضي «البيانات: مستقبل كل شيء» الذي تنظمه مجموعة الذكاء الاصطناعي في البحرين، ومؤسسة جي اي سي ميديا الإماراتية، بالشراكة مع هواوي البحرين، وبمشاركة متحدثين دوليين وإقليميين ومحليين وعدد من المتخصصين بالمجال التقني والمعلوماتي. وأكدت أن أعمال المؤتمر، وما سيحمله من أوراق بحثية، وأطروحاتٍ علميةٍ، وتجارب فاعلة، ستكون إضافة نوعية لمسار التطور التكنولوجي، وخطوة جديدة للارتقاء بمستوى تفعيل الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وتعزيز التوجه الأممي في الاستفادة من علوم البيانات في ازدهار القطاعات الحيوية، وإدارة المدن بالطرق المثلى التي تخدم الدول والشعوب. ولفتت إلى أن مجلس النواب اتخذ عدة خطوات بالتعاون مع بيوت خبرة عالمية للاستثمار الأمثل للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مجال العمل البرلماني، مقدمًا المجلس عددًا من التشريعات في ذات السياق، ومنفتحًا للتعاون الفعال مع جميع الأطروحات التي تسهم في تعزيز دور مملكة البحرين كدولة مؤثرة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المجال العلمي، وتوظيف التقنيات الحديثة للارتقاء بالمنجزات الوطنية. من جانبه، أشار الدكتور جاسم حاجي رئيس المؤتمر إلى أنه بحلول عام 2025، من المتوقع أن نحتاج إلى تحليل أكثر من 150 تريليون جيجابايت من البيانات، ومع مرور الوقت، ستزداد الحاجة إلى أدوات متقدمة لتحليل البيانات وتخزينها. وأكد حاجي أن التعلم الآلي مهم جدًا في تحليلات البيانات، إذ إنها ستكون قادرة على التكيف بشكل مستقل، وإن أبحاث حوكمة البيانات المستقبلية ستساعد في تكامل الجوانب الفنية لإدارة البيانات، بما في ذلك أمن البيانات وقضايا الأمن السيبراني، ومن أهمها وضع معايير «البيانات الأخلاقية» الدولية، والنظر في كيفية خلق إطار أخلاقي لإدارة البيانات. كما تطرق المؤتمر إلى عرض عدد من أوراق العمل والمداخلات القيمة لنخبة من المتخصصين من جامعة محمد الأول المغربية البروفيسورة إلهام سليماني، ومن جامعة البحرين الدكتورة الشيخة فيّ بنت عبدالله آل خليفة، ومن جامعة سان بابلو الإسبانية البروفيسورة ايدويا ساليزار، ومن قبرص جورج سبسنياو، والمهندسة تمرا تانغرا من جامعة لندن ببريطانيا. وأدارت جلسة الحوار د. عائشة بوشقر مدير تنفيذي أول بمجموعة تقنية المعلومات والعمليات في بنك البحرين والكويت.
مشاركة :