نقرأ بشوق تلك ” الكلمات ” , ونتأمل فيها بلهفة , لأننا نحب القراءة حباً يأخذنا عن من حولنا من الأشخاص والأِشياء . ثم ماذا ؟ نلخص ما نقرأه من ” كلمات ” على هوامش الكتب أو قصاصات الورق ونستقي من بين الأسطر ” كلمات ” نبصر بها الطريق , ونفيد بها الصديق , ولتكون دليلاً على أننا من مريدي القراءة وعشّاق الكتب . ثم ماذا ؟ نغرد بما قرأناه من ” كلمات ” في كل مجلس و منتدى فنلحظ أن هناك من يصغي بسمعه لنا أو يحاول أن يستفيد منا أو يجادلنا ويناقشنا بما أثرناه من معلومات أو قيم أو مهارات وغيرها فنكسب من ذلك كله مكانة واحتراماً و تقديراً وأهميةً .. صنع ذلك كله ساعة قراءة ومجلس مدارسة ولحظات اطلاع. ثم ماذا ؟ ما أحببناه وعشقناه وآثرنا الحديث عنه في مجالسنا ومنتدياتنا ووضع لنا تلك المكانة والقيمة بين أفراد مجتمعاتنا من القراءة والتلخيص واستخراج الفوائد إنما هي ” كلمات ” حفظناها في صدورنا ونقلناها كما هي أو بتصرف أو بما حملته من معنى . ثم ماذا ؟ حفّت تلك ” الكلمات ” بما تحمله أفئدتنا لها من حب وعشق أثّر في سرائرنا وحرّك من ضمائرنا وأشعل جوانحنا وغيّر فينا الكثير . ثم ماذا ؟ أسرت قلوبنا تلك ” الكلمات ” حتى أصبحت لنا منارات نهتدي بها , وتمكّنت من جوارحنا فتمثّلنا بها في أغلب العلاقات والمعاملات , حتى أشياءنا من حولنا زيّناها بتلك ” الكلمات ” . ثم ماذا ؟ . نعم .. ثم ماذا ؟ , سؤال مهم لعشّاق القراءة ومريدي الكلمة ومحبي الإطلاع . ما فائدة تلك ” الكلمات ” ما لم تتبلور لتكون مشاريع قائمة وكيانات بارزة تطّور الإنسان , وتفيد المجتمع , وتنفع الأمة . ما فائدة تلك ” الكلمات ” ما دامت – كما قيل – لا تبني الجدران .
مشاركة :