أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار نتائج تنقيب عمل فريق البعثة الفرنسية للآثار في موقع أبوصيبع لهذا العام 2021 وذلك منذ منتصف شهر مارس الفائت، برئاسة الدكتور بيير لومبارد. وقالت الهيئة في بيانِ لها إنه بعد سنوات عديدة من البحث في موقع قلعة البحرين، أطلقت البعثة الأثرية الفرنسية في البحرين مشروعًا ميدانيًا جديدًا في عام 2017 مخصصًا لمقابر تايلوس في البحرين (200 ق.م – 300م). يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون الوثيق مع هيئة البحرين للثقافة والآثار. وبينت الهيئة أنّ الموقع الذي تم اختياره لهذا البرنامج البحثي الجديد هو بالتحديد إحدى مقابر تايلوس المهددة على المدى القصير بالإزالة نتيجة التوسع العمراني، وهو أمر لطالما كان مقلقا بالنسبة للهيئة، ويعرف الموقع باسم موقع أبوصيبع، يقع التل (رقم 1) في منطقة أبوصيبع، على بعد حوالي 8 كم غرب المنامة و500 م جنوب دوار جنوسان على شارع البديع، اليوم، يظهر على شكل تل دائري صغير يبلغ قطره الأقصى 70 مترًا، وارتفاعه الحالي يتراوح بين 4 أمتار و 4,5 أمتار. هذا وقد سبق أن تم تنقيب هذا التل في وقت سابق لفترة وجيزة من قبل فريق بحريني في عام 1983 والذي أثبت أهمية وثراء هذا التل، فقد تم حفر حوالي 35 قبرًا في ذلك الوقت، وتم اكتشاف العديد من الأواني الفخارية المزججة والزجاجيات والمجوهرات وبعض شواهد القبور، معروضة الآن في قاعة تايلوس بمتحف البحرين الوطني. منذ بدء البرنامج البحثي الجديد الذي أطلقه الفريق الفرنسي في عام 2017، تم تنظيم خمسة مواسم من التنقيبات، مع فريق يضم خمسة آثاريين ومختصا في الأنثروبولوجيا الحيوية (لدراسة الرفات البشرية) ومهندسين معماريين ورساما. ولفتت الهيئة إلى أنّه لغاية هذا الموسم 2021، تم التنقيب عن أكثر من ربع تل أبوصيبع. فقد سلط العملُ الضوءَ على ما يقرب من 70 قبراً مبنياً، بما في ذلك ثلاث جرار دفن. حوالي 40 من هذه القبور تم تنقيبها ودراستها بشكل كامل، وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع الحالي الآن حوالي 1000 متر مربع. يذكر أن فترة العمل لهذا الموسم تستمر مدة شهر واحد من 15 مارس إلى 15 أبريل. وبسبب قيود جائحة كوفيد، تم تقليص موسم 2021 قليلاً وتنظيمه بفريق صغير يضم (4 آثاريين). وبالرغم من هذه الظروف الاستثنائية، تم تحقيق عدة نتائج مهمة (حتى تاريخ نشر هذا الخبر)، إذ تم الكشف عن 10 قبور جديدة، ثمانية قبور نُقبت بشكل كامل (تم تحديدها بشكل رئيسي في عام 2020 ، بعضها لا يزال مغلقًا وغير مسروقة). وهذا تفصيل لما عثر عليه حتى الآن في أربعة قبور من هذا التل: قبر 43: - مغلق، غير مسروق. - يحتوي على هيكل عظمي لطفل، لم يتم تحديد نوع الجنس، يتراوح عمره بين 2 و4 سنوات. -العديد من أغراض الدفن، بما في ذلك قارورة عطر زجاجية ملونة، وملعقة برونزية، وحلقة ذراع مصنوعة من الخرز الصغير، وقلادة من 6 حبات من الأحجار شبه الكريمة. قبر 44: - مغلق، غير مسروق. - يحتوي على هيكل عظمي لسيدة مسنة عمرها أكثر من 50 سنة بحالة جيدة. -عدد قليل من أغراض الدفن: وعاء طقوسي واحد (خارج القبر)، خرزة واحدة حول الرقبة، خاتم إصبع برونزي. يمكن أن يكون هذا القبر لخادم(؟) قبر 45: - مغلق، غير مسروق. - يحتوي على هيكل عظمي لطفل، الجنس غير محدد، يتراوح عمره بين 4 و6 سنوات. -العديد من أغراض الدفن، بما في ذلك حلقتان للذراع مصنوعتان من خرزات حجرية صغيرة جدًا، وخاتم إصبع من البرونز، وقلادة واحدة مصنوعة من 20 حبة من الأحجار شبه الكريمة. قبر 46: - مغلق، غير مسروق. - يحتوي على هيكل عظمي لشابة يتراوح عمرها بين 17 و23 سنة. - العديد من أغراض الدفن، بما في ذلك إناء من المرمر بغطاء، ووعاء فخاري صغير بمقبض، وحلقة أذن من البرونز، وخاتم من البرونز. إلى جانب ذلك، عثر على صدفتي محار بالقرب من كاحل المتوفى، تحتويان على 20 فلكة مغزل وعقد مكون من 10 خرزات من العقيق. جميع هذه المعثورات ساعدت بشكل كبير في تأريخ هذه القبور إلى القرن الأول الميلادي.
مشاركة :