بـرنـامـج «شـريـك» ومسيـرة الـنـهـضة والـتـنـمية بالـمملكة العربية السعودية (2)

  • 4/8/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

 لاريب ان برنامج شريك الذي اطلقه صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية في الثلاثين من مارس 2021م لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في اطار حزمة مبادرات وطنية لتحقيق المزيد من الإصلاحات الهيكلية، الهادفة الى استدامة التنمية وتعزيز مرونة اقتصاد المملكة وتعظيم الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين بيئة سـوق العمل بما يحقق مـسـتـوى مـرتـفـعا مـن الـتـشـغـيـل والإنـتـاجـيـة للموارد البشرية المواطنة لا سيما في القطاع الخاص. وتنويع هيكل الاقتصاد، وتحقيق الامن الاقتصادي اعتمادا على المنتج الوطني، سواء من خلال إطلاق استثمارات القطاع الخاص ومنحه المزيد من الثقة والاطمئنان والرعاية والدعم، وتحديث الأنظمة والتشريعات واللوائح وتطوير البنية الادارية، وبما يسهم في تحقيق اهداف رؤية المملكة 2030م بزيـادة حجم الاقتصاد السعودي بحيث يحتل المركز الخامس عشر بين اقتصادات مجموعة العشرين، وخفض معدل البطالة من 11,6% إلى 7,0%، وزيادة إسهامات المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلـى 35%، وزيـادة مشاركة الـمـرأة في سـوق العمل من 22% إلـى 30%. ودعم وتفعيل جميع القطاعات والفروع الاقتصادية المدرة للدخل في الوقت الحاضر او المحتمل تحقيقها قيمة مضافة في المستقبل، ولتحقيق ذلك اكدت الرؤية على ان المملكة ستقوم بإجراء عدد من الإصلاحات الهيكلية وإطلاق مجموعة من المشروعات، بما في ذلك تكثيف الاستكشاف وتسهيل استثمار القطاع الخاص في هذا المجال ومراجعة إجراءات تراخيص الاستخراج، وبناء نظام بيانات متكامل حول مقدرات المملكة، والاستثمار في البنى التحتية وتطوير أساليب التمويل وتمكين البنوك من مواءمة منتجاتها المالية لتتناسب مع احتياجات القطاع الخاص، والتي تتراوح بين المنتجات المالية المخصصة للمشروعات الضخمة، والدعم الملائم لاحتياجات الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وايجاد فرص جديدة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمعاودة النمو والانطلاق بقوة بعد تجاوز الاثار السلبية لجائحة كورونا، فضلا عن الاهتمام المميز بتنفيذ المشاريع التنموية النوعية التي تلامس احدث المستجدات الحضارية، وارساء قواعد علمية رصينة في مجال مواكبة التطور الحضاري والتكنولوجي الذي يشهده العالم، والاهتمام بالتعليم الراقي والتدريب والتأهيل المتميز والابتعاث الخارجي على ضوء ذلك. كما اعتمدت الحكومة حزمة من السياسات والاجراءات الكفيلة بتوفير افضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، وحرصت على رفع كفاءة اداء القطاع الصحي وطبقت نظم التأمين الصحي وتفعيل دوره في تحسين الخدمات الصحية للفئات المشمولة. وبالتالي فإنها اوجدت المقدمات الضرورية للانتقال الى نمط اقتصاديات المستقبل، بدءا من تعزيز المدن الذكية، ودعم واحتضان الإبداع والابتكار وتنمية الأفكار الخلاقة للشباب، والحرص على ارساء تقنيات اكثر ديناميكية في مجالات عديدة تتناسب مع مؤهلات واحتياجات الاجيال القادمة، وتوظيف مزاياها النسبية والتنافسية لما يخدم المواطن ويرفع من مستواه المعيشي ويعظم رفاهيته، وبما ينعكس إيجابا على إنتاجيته وعطائه لوطنه ومجتمعه، وتعزيز الدور الفاعل لقطاع الاعمال العام تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، وبما يؤدي إلى الدفع بتنافسية الاقتصاد الوطني نحو افاق متقدمة إقليميا وعالميا، ويحقق انتقالات مؤثرة لموقع المملكة التنموي والتنافسي في المؤشرات الاقتصادية العالمية. ويؤمن لها الاستقرار الاقتصادي مقابل مخاطر عدم اليقين في السوق العالمية، فجاء برنامج «شريك» كأحد الركائز الأساسية لإنفاذ رؤية المملكة 2030م عبر تمكين الشركات الكبرى من زيادة دورها التنموي وتعظيم أهدافها الاستثمارية عبر الشراكة الفاعلة مع القطاع العام. وتحقيقا لهذا الهدف تتولى لجنة الإشراف على البرنامج تقديم التوجيه الاستراتيجي للشركات حول مجالات وحجم وتوجهات الاستثمار المشترك بين القطاعين وبما يؤدي الى تعزيز مكانة الشركات الوطنية الكبرى، لا سيما في مجالات النفط والبتروكيماويات والبنوك والاتصالات والصناعات الغذائية والرعاية الصحية وتجارة التجزئة، التي استطاعت الوصول بمنتجاتها وخدماتها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية واثبتت نجاحها في السوق من جانب، ومن جانب اخر اصبحت تمثل جزءا هاما من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، لخلق قوة استثمارية تحرك السوق السعودي وتسهم بفاعلية في تحريك السوق العالمي. كما تتولى لجنة الاشراف على برنامج شريك مراجعة مقترحات المشاريع والإشراف على الدعم المطلوب. والعمل على ضمان استمرار الشركات الخاصة الكبرى في الشراكة مع الهيئات الحكومية والوزارية المعنية، بما يقود الى تسريع خطط تنمية الاقتصاد السعودي. ويرسخ مكانة المملكة الدولية كقوة اقتصادية حضارية انسانية ناهضة، تمتلك ارادة لا تلين على مواصلة نهج البناء والتطور، وهي اكثر استعدادا لمواجهة المخاطر والتحديات اي كان مصدرها، ومهما كانت حدتها، منطلقة من ايمان عميق بعون الله ونصره ورضاه، وثقة كبيرة بشعبها المعطاء، وجيشها وقواتها المسلحة بالإيمان قبل السلاح، ودعاء المسلمين لها حيثما كانوا. فتحية المحبة والعرفان والولاء والإخلاص لقيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره وحفظه ذخرا للعروبة والإسلام، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه رمز العطاء والإبداع والاقدام، وتحية للشعب العربي السعودي الوفي المتفاني في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين.  ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :