عندما يغيب الرقيب، يحتل الغريب الطريق، وتصبح الفوضى سيد الموقف، ذلك هو الحال بالقرب من مخرج (17) على الدائري الشرقي للعاصمة الرياض، باعة مجهولو الهوية يبيعون على جانب الطريق، فواكه وخضروات بنكهة عوادم السيارات، وزبائن يبحثون عن أرخص الأسعار غير مهتمين بمصدر هذه الخضروات ومن أين أحضرت وكيف أعدت للبيع، المهم هو رخص الثمن. ليس وجود العمالة المخالفة مجهولة الهوية على قارعة الطريق، وليس جودة ما يعرضونه للبيع وصلاحيته للاستهلاك الأدمي، وليس ما يسببونه من تلوث بصري بعشوائياتهم فحسب هو الأمر المقلق؛ بل وجودهم يتسبب في إرباك للحركة المرورية باحتلالهم مساحة كبيرة من الطريق لإقامة بسطاتهم، مما قد يتسبب في الكثير من الحوادث المرورية بسبب توقف بعض الزبائن حول بضاعتهم. ومما يلفت النظر في هذا المكان وجود لوحة لأمانة الرياض على نفس الطريق تحمل عبارة "لنحافظ على نظافة مدينة الرياض"، وتجد بالقرب منها كمية من النفايات من الخضروات المتبقية، لتثبت لنا بأن هؤلاء الباعة ضربوا عرض الحائط بشعارات "أمانة الرياض" عن نظافة المدينة. وما يثير الاستغراب أن بعض الباعة جعل مستودع بضاعته بالقرب من حاويات النفايات، كلما انتهى جزء من بضاعته ذهب إلى ذلك المستودع وتزود منه، على مشهد من كثير من الزبائن الذين لم يكترثوا لهذا التلوث الذي بالخضروات، والتي جعلها مصدراً للفطريات والبكتيريا التي تسبب كثيراً من الأمراض لمستهلكيها، فمن المعروف أن الفواكه والخضروات لها قابلية لامتصاص الهواء الملوث بعوادم السيارات، وهذا ضرره كبير على صحة المستهلك. ومن سلبيات وجود هذه البضاعة على الطريق أن هؤلاء الباعة يتركون كمية من النفايات في المكان الذين يبيعون فيه ولا يكترثون بنظافته، مما يعطى نظرة غير حضارية لطرقنا. عدسة الزميل "عمار الملحم" رصدت الكثير من الصور التي تتحدث عن نفسها، مع رجاء أن تلفت تلك الصور نظر الرقيب، وتساعد في توعية المستهلك حول خطورة مثل هذه البضائع على قارعة الطريق.