يبذل الجنرال جيلبير ديانديريه زعيم الانقلابيين القريب من الرئيس السابق بليز كومباوري في بوركينا فاسو التي تواجه عقوبات الاتحاد الافريقي، جهوده لإظهار حسن النية والتقى مسؤولين اقليميين. فقد أعلن الاتحاد الافريقي تعليق عضوية بوركينا فاسو إثر الانقلاب العسكري الذي وقع في هذا البلد الخميس، ما ادى الى التوقف عن الاعداد للانتخابات العامة. وافاد دبلوماسي يعمل في الاتحاد الافريقي انه في ختام اجتماع لمجلس السلم والامن التابع لهذه المنظمة الاقليمية، تقرر "التعليق الفوري لعضوية بوركينا فاسو في كل نشاطات الاتحاد الافريقي". والتقى زعيم الانقلابيين في اوغادوغو رئيسي السنغال ماكي سال وبنين توماس بوني يايي. الا انه اكد في ختام اللقاء انه لم يتخذ اي قرار. وقال الجنرال ديانديريه "عقدت لقاء مثمرا مع رئيسي الدولتين افضل الا استبق الامور لاننا لم نقرر شيئا حاليا". واضاف ان "الشخصيتين الرفيعتين تقدمتا بمقترحات ونفكر في لقائهما لنستعرض الوضع". واوضح "افضل الا اعطي تفاصيل بشأن الذين تحدثنا عنهم". ويواصل المبعوثان الافريقيان محادثاتهما مع ممثلي المعارضة والمجتمع المدني في فندق في العاصمة واغادوغو حيث بدأت الحياة تعود الى طبيعتها. كما سيلتقيان اعضاء في المعارضة والنقابات وفي المؤسسة العسكرية، وبعد هذه المشاورات سيعقدان اجتماعا جديدا مع الجنرال ديانديريه. وكان ماكي سال الذي يزور واغادوغو في محاولة لحل الازمة في بوركينا فاسو، قال قبل لقائه الجنرال ديانديريه انه "يجب ايجاد آلية للمصالحة الوطنية والصفح ووقف العنف". واضاف انه "يجب وضع خطة مقبولة من الجميع ومن الاسرة الدولية بالتأكيد لاتاحة عودة البلاد الى مسارها ومسيرتها على طريق الديموقراطية" والتقى سال بعد محادثاته مع ديانديريه دبلوماسيين غربيين وممثلين عن كل التيارات السياسية في البلاد. وقال "بعد كل ذلك، سنعمل وبالتعاون مع المجموعة الدولية لدعم ومواكبة الانتقال في بوركينا فاسو التي تتألف خصوصا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي على وضع الخطوط العريضة لحلول للخروج من الازمة". وسيواصل ماكي سال وبوني يايي مشاورتهما وسيلتقيان خصوصا الجنرال مجددا، وكان ماكي سال موفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا خلال الانتفاضة الشعبية التي طردت في اكتوبر 2014 الرئيس بليز كومباوري من السلطة بعد حكم دام 27 عاما. اما بوني يايي فهو وسيط المجموعة للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كانت مقررة في 11 اكتوبر لانهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت بسقوط الرئيس السابق. وقبل بضع ساعات من الاجتماع بين ديانديريه ورئيسي السنغال وبنين، اعلن مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي "التعليق الفوري لعضوية بوركينا فاسو في كل نشاطات الاتحاد" بحسب دبلوماسي افريقي. كما فرض عقوبات على المسؤولين عن الانقلاب تضمنت منعهم من السفر وتجميد اموالهم في جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي. وبدأت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا في واغادوغو حيث فتحت الاسواق وبعض المحلات التجارية ابوابها. لكن معظم محطات الوقود والمصارف بقيت مغلقة، وكان عناصر في لواء الامن الرئاسي فتحوا صباح الجمعة النار لتفريق تجمع في ساحة الثورة التي شهدت التظاهرات التي جرت في 2014. من جهة اخرى، ذكر طبيب في مستشفى يلغادو اودراوغو الجامعي في واغادوغو ان ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح 13 اخرون على الاقل الجمعة في اعمال عنف وقعت بعد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، وترفع هذه الحصيلة الى ستة عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ بدء الانقلاب العسكري/ وكان لواء الامن الرئاسي اي القوات الخاصة التي تتألف من 1300 رجل، استولى على السلطة متهما السلطات بالخروج عن الاجراءات الانتقالية باستبعادها انصار كومباوري من انتخابات أكتوبر، وقبل يومين من الانقلاب اوصت لجنة بحل قوات النخبة هذه التي كانت تتولى حماية الرئيس السابق. وبوركينا فاسو او "بلاد الرجال النزيهين" دولة فقيرة في منطقة الساحل يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة. وقد شهدت انقلابات عسكرية عدة منذ استقلالها في 1960.
مشاركة :