تحقيق إخباري: أصحاب وعمال عصارات إنتاج العسل الأسود في نجع حمادي بصعيد مصر يشكون الإهمال

  • 4/8/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قنا/ مصر 7 أبريل 2021 (شينخوا) تشتهر مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر بإنتاج العسل الأسود من خلال عصارات بدائية تنتشر في أرجاء القرى التابعة لهذه المدينة، وتشكو من عدم التطوير، حيث لا تنظمها هيئة حكومية ولا تمولها منظمة اجتماعية. ويعد إنتاج العسل الأسود من أقدم الصناعات في صعيد مصر، حيث يتم زراعة قصب السكر. وتوجد حوالي 200 عصارة لإنتاج العسل الأسود من قصب السكر في قرى نجع حمادي، من بينها 45 عصارة في قرية واحدة فقط تسمى الشرقي بهجورة. وقال شهاب العمدة (54)، وهو صاحب عصارة في نجع حمادي، إن الأخيرة "من أولى المدن المنتجة للعسل الأسود على مستوى الجمهورية، لكن للأسف لا يوجد تطور لهذه الصناعة الهامة". ويشتكي العمدة، من ارتفاع أسعار كل العناصر التي تدخل في هذه الصناعة، بداية من محصول القصب، وحتى أجور العمال، الذين يتراوح عددهم داخل العصارة الواحدة ما بين 25 إلى 30 عاملا، بحسب ما أوضح لوكالة أنباء (شينخوا). وتبدأ عملية صناعة العسل الأسود مع إحضار محصول القصب من الأراضى الزراعية، ثم تركه يجف حتى تسهل عملية إزالة ما به من أوراق وحشائش، وفقا للخمسيني المصري. وأضاف العمدة، "يتم بعد ذلك غسل القصب، ثم عصره من خلال عصارة كبيرة، لتحويله إلى عصير، ثم تنظيف هذا العصير من الشوائب، التي تؤدي بدورها إلى تكوين طبقة من الريم (رغوة) على السطح". وتابع "ثم يتم وضع العصير داخل أحواض أسفلها أفران لتسخينه تحت درجة حرارة 360 درجة مئوية، على أن يتم إجراء التسخين والتبريد المفاجئ عدة مرات، حتي يتم التأكد من عملية تحويل العصير إلى عسل". وتنتج العصارة 1000 قنطار في اليوم، بما يعادل 50 طن عسل يوميا، بحسب العمدة. ودعا جهاز تنمية المشروعات الصغيرة إلى إتاحة قروض ميسرة تسمح لأصحاب هذه العصارات بتحديثها، وشراء أحواض وأفران جديدة، من أجل زيادة الإنتاجية، ورفع نسبة الأمان للعمال الذين يتعرضون لإصابات كثيرة جراء بدائية هذه العصارات. ويعتبر إنتاج العسل الأسود صناعة موسمية، تبدأ في مطلع ديسمبر من كل عام، وحتى شهر يونيو من العام التالي. وقال محمد حسن (40 عاما)، وهو أحد العاملين في صناعة العسل الأسود، لـ (شينخوا)، "أعمل فى إنتاج العسل منذ حوالى 20 عاما، بأجر يومي يبلغ 120 جنيها خلال موسم تصنيع العسل". وتابع أن "موسم التصنيع يستمر 7 شهور فقط، وبعدها يتوقف العمل مع دخول فصل الصيف، ولا أجد مصدر دخل آخر حتى عودة التصنيع مرة أخرى". بدوره، دعا هاني فوزي الهواري (30 عاما)، الحكومة إلى الاهتمام بتطوير صناعة إنتاج العسل الأسود بما يضمن العمل طوال العام بدلا من العمل الموسمي لبضعة أشهر. ويعمل الهواري، سائقا يقوم بنقل قصب السكر إلى عصارة العسل الأسود منذ خمس سنوات، حتى "أصبحت صناعة العسل الأسود جزءا من حياته"، بحسب تعبيره. وقال الشاب الثلاثيني، إنه "على الرغم من مشقة العمل وبدائية المعدات إلى حد ما، إلا أنني أشعر بسعادة كبيرة عند خروج قطرات العسل، واعتبر ذلك مكافأة على جهدي". ويعمل أمام عصارة القصب، حيث أولى خطوات تصنيع العسل، أربعة عمال يقومون بإدخال عيدان القصب إلى العصارة بشكل متناسق وسريع، حتى لا تحدث أعطال. ومن بين هؤلاء العمال أحمد عنتر، الذي قال لـ(شينخوا)، "هنا يتحول القصب إلى عصير، يصب عبر مجرى مخصص لذلك داخل غرفة التصنيع، التى يطلق عليها المطبخ". وأضاف "نحن ملزمون بعصر كل الكميات التي يتم إحضارها، وهو مجهود يسبب الكثير من الآلام فى الأيدي والظهر". أما سيد فاروق عبدالرحمن (47 عاما) فقد طالب بالتأمين على عمال هذه العصارات، التي تعمل دون ترخيص. وقال عبدالرحمن، وهو أقدم العاملين في العصارة، إن "صناعة العسل فتحت بيوتا كثيرة، لكنها صناعة مهملة، فليس هناك تأمين أو حقوق عمالية، رغم الإنتاج الضخم وعدد العمال الكبير". وأردف "لقد قضيت عمرى كله داخل جدران مطبخ العسل، حيث توجد ثلاثة أحواض دائرية كبيرة الحجم من النحاس، ينتقل بينها عصير القصب واحداً بعد الآخر، وتشتعل تحتها النيران، وتزداد تدريجياً، حتى يتحول العصير إلى عسل أسود". لكن اللواء أشرف الداودى محافظ قنا، أوضح لـ(شينخوا) أن صناعة العسل الأسود التي تشتهر بها المحافظة أصبحت من أهم محاور برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والممول من الحكومة. ويستهدف هذا البرنامج حاليا تطوير الصناعات الصغيرة والحرف اليدوية، وفقا للداودي، الذي أكد أنه سيتم من خلال البرنامج تدريب العاملين بصناعة العسل الأسود على كيفية إدارة المشروع بطريقة علمية، واستخدام أساليب حديثة ومعدات متطورة توفر الوقت والجهد والتكلفة، وتعطي جودة أفضل للمنتج. وأشار إلى أن البرنامج سيوفر الدعم المالي للعاملين بهذا الصناعة، لتسهيل تنفيذ أعمال التطوير.

مشاركة :