صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- باستضافة القوات الأمريكية في السعودية، وذلك لرفع مستوى العمل المشترك للدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها، وهو أمر معتاد عليه خاصة بين الحلفاء الاستراتيجيين، وليس بمستغرب، حيث يبلغ عدد الجنود الأمريكان ما يقارب 450 ألف جندي حول العالم. هذا التواجد العسكري الأمريكي ليس في الدول الخليجية فقط، بل هو موجود في أوروبا ابتداءً من جورجيا مرورًا بتركيا ووصولًا لألمانيا وبريطانيا، وفي اليابان وكذلك أفريقيا، فهو أمر اعتيادي، فمثلًا روسيا لها تواجد في سوريا ولها تواجد في السودان والكونجو وأفريقيا الوسطى، وأيضًا القوات السعودية لها تواجد في جيبوتي واليمن، فلا غرابة في ذلك، لأن العلاقات الاستراتيجية بين الدول يترتب عليها العديد من الاتفاقيات العسكرية كما حدث في حرب الخليج «عاصفة الصحراء» التي تمكنت السعودية من جمع تحالف دولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي الذي سيطر على دولة كاملة خلال ساعات. «قاعدة العديد» في قطر مثلًا يتواجد فيها ما لا يقل عن 11 ألف ضابط وجندي أمريكي، وكان لها الدور الأبرز في الحرب على «طالبان» حيث كانت الطائرات الأمريكية تنطلق من قطر وتقصف «طالبان» و«تنظيم القاعدة» وما زالت، ثم لعبت «قاعدة العديد» دورًا رئيسًا في غزو العراق والحرب على أسلحة الدمار الشامل التي اتهم بها الرئيس العراقي صدام حسين آنذاك، ومنها أيضًا تنطلق الضربات الأمريكية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا. هذا الدور الذي لعبته «قاعدة العديد» القطرية سوف يتواصل في حال قررت القيادة الأمريكية ضرب إيران -«شريفة» كما يسميها النظام القطري-، فسوف تكون منطلقًا للقاذفات الأمريكية لضرب المواقع الإيرانية، ولكن السؤال هنا: ما ردة فعل النظام القطري في حال قررت أمريكا ضرب إيران؟ وإيران دولة حليفة لقطر!. الغريب أنه بعد إعلان استضافة القوات الأمريكية في السعودية أوعزت الدول الراعية للإرهاب لخلاياها ونحلها الإلكتروني بترديد الشعارات القديمة، التي كان يرددها أفراد تنظيم القاعدة «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» فهل سيطلقون نفس الشعار ضد «قاعدة العديد» ويقال: أخرجوا المشركين من جزيرة قطر؟ وهل ستفرد قناة الجزيرة حلقات ضد التواجد الأمريكي في «العديد» أم أن صانع السم لا يذوقه يا قطر؟. # تغريدة: هل ترى قناة الجزيرة اعوجاج رقبتها؟
مشاركة :