مواد كيميائية في مستحضرات التجميل قد تزيد من خطر مرض مزمن ومؤلم يصيب النساء

  • 4/9/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد باحثون أن المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، وهي مواد كيميائية قد تحاكي أو تمنع عمل الهرمونات، موجودة في بعض منتجات التجميل. وقد يكون استخدام بعض مستحضرات التجميل (مثل أقنعة الوجه وأحمر الشفاه وكريمات الوجه وطلاء الأظافر وصبغات الشعر والكريمات ومثبتات الشعر) مرتبطا بزيادة احتمالية الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، بسبب بعض المكونات الكيميائية التي تحاكي أو تمنع عمل الهرمونات، المعروفة باسم عوامل اختلال الغدد الصماء. وهذه إحدى استنتاجات دراسة أجراها باحثون من جامعة غرناطة (UGR) ومستشفى سان سيسيليو دي غرناطة التعليمي، والتي نُشرت في مجلة Environmental Research. يشكل العمل جزءا من مشروع بحثي أوسع يسمى EndEA. ويعد الانتباذ البطاني الرحمي مرضا شائعا جدا في أمراض النساء، حيث تشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 10 نساء في سن الإنجاب يمكن أن تعاني منه، ويتميز بالنمو غير الطبيعي لأنسجة بطانة الرحم، ويمتد هذا النسيج إلى مناطق مختلفة من البطن والحوض، ما يتسبب في مجموعة واسعة من الأعراض بما في ذلك الألم المزمن الشديد في منطقة الحوض، والمشاكل المعوية، والعقم، ولا سيما انخفاض جودة حياة هؤلاء النساء. ومن المعروف أيضا أن هذا المرض يصعب تشخيصه (يتطلب تدخلا جراحيا لتأكيده بشكل قاطع)، ما قد يتسبب في تأخير كبير في التشخيص يقدر بنحو 10 سنوات، في المتوسط، من بداية ظهور الأعراض. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود علاج نهائي للانتباذ البطاني الرحمي يجعله مرضا مزمنا يمكن أن يجعل الحياة اليومية صعبة. ويوضح الباحثون المسؤولون عن هذا المشروع، طبيبة أمراض النساء أولغا أوكون من مستشفى سان سيسيليو دي غرناطة التعليمي، والمحاضرة فرانسيسكو أرتاتشو من جامعة غرناطة: "على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لظهوره غير معروفة، هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي يشتبه في تورطها، بما في ذلك الأسباب الجينية والتخلقية والبيئية، حيث يبدو أن الهرمونات تلعب دورا رئيسيا". ولهذا السبب، فإن وجود المواد الكيميائية، المعروفة باسم المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، في العديد من المنتجات اليومية هو مصدر قلق خاص. وهذه المواد قادرة على محاكاة أو منع العمل الطبيعي للهرمونات، وبالتالي يمكن أن تساهم في زيادة عدد النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي في السنوات الأخيرة، كما هو موضّح في أمراض أخرى مثل سرطان الثدي أو السمنة أو مرض السكري. وتشمل هذه المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء البارابين والبنزوفينون، وكلاهما يستخدم على نطاق واسع في صناعة مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالجمال وهما جزء مما يسمى "exposome". ويشمل هذا المصطلح الجديد نسبيا جميع العوامل البيئية غير الوراثية التي يتعرض لها البشر منذ الولادة وما بعدها والتي تساهم في خطر المرض والمريض. وعلى هذه الخلفية، يدرس هؤلاء الباحثون الآن الدور الذي قد تلعبه عوامل اختلال الغدد الصماء في تطور الانتباذ البطاني الرحمي.  وكجزء من تحقيقاتهم، حدد الباحثون المستويات الداخلية للبارابين والبنزوفينون بين 124 امرأة (مصابات بالانتباذ البطاني الرحمي وغير مصابات به) من المستشفيات العامة في غرناطة. كما قاموا بجمع معلومات مفصلة عن استخدام كل امرأة لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالجمال. وأظهرت النتائج التي تم الحصول عليها، والتي تعد جزءا من أطروحة الدكتوراه التي طورها الباحث فرانسيسكو إم. بينادو، وجود صلة واضحة بين زيادة استخدام أنواع مختلفة من مستحضرات التجميل (أقنعة الوجه وأحمر الشفاه وكريمات الوجه ومنتجات العناية بالقدم وصبغات الشعر والكريمات ومثبتات الشعر) ومستويات داخلية أعلى من البارابين والبنزوفينون. ولاحظت كل من أوكون وأرتاتشو أيضا أن "المستويات الداخلية لبعض اضطرابات الغدد الصماء هذه، كانت مرتبطة بخطر الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي". ويشير الباحث فرانسيسكو بينادو، إلى أنه نظرا لصعوبة تشخيصه وحقيقة أنه لا يوجد حتى الآن علاج للانتباذ البطاني الرحمي بشكل نهائي، فمن المهم وضع تدابير وقائية تهدف إلى تقليل التعرض لهذه المركبات، عن طريق التحول إلى منتجات خالية من اضطرابات الغدد الصماء أو استخدامها بشكل أقل في كثير من الأحيان. وتعتمد هذه النتائج على النتائج السابقة المنشورة في دراسة حديثة أخرى قام بها فريق الباحثين ذاته، والتي أظهرت أن أحد العوامل المسببة لاضطراب الغدد الصماء، وهو ثنائي الفينول أ، يمكن أن يشارك أيضا في تطور هذا المرض. المصدر: ميديكال إكسبريس تابعوا RT على

مشاركة :