تجتمع، اليوم الجمعة، اللجنة المشتركة حول الاتفاق النووي بمشاركة دول 4+1 بما في ذلك روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من جهة، والوفد الإيراني من جهة أخرى، وبحضور نائب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، وكان أول اجتماع بدأ في فيينا يوم الثلاثاء. وستتم خلال المحادثات مناقشة شروط عودة الأطراف لالتزاماتها في الاتفاق النووي، ومسألة العقوبات الأميركية على إيران، وتمسك إيران بالتزاماتها التي تخلت عنها. يذكر أنه بعد انسحاب إدارة دونالد ترمب من الاتفاق النووي في 2018، والذي وصفه الرئيس الأميركي السابق بأسوأ صفقة، أعادت واشنطن العقوبات السابقة وفرضت عقوبات واسعة النطاق على طهران، بما في ذلك في قطاعي النفط والبنوك، وبهذا بات الاتفاق مجرد حبر على ورق وخاصة بعد تخلي إيران المتسلسل عن التزاماتها. أما بالنسبة لجو بايدن فقد لوح قبل دخول البيت الأبيض بالعودة للاتفاق إلا أنه كرر مرارا هو وفريقه بأنهم يريدون التفاوض حول اتفاقية طويلة الأمد، تشمل برنامج إيران الصاروخي وسياسات التدخل الإقليمي الإيراني. إيران تطالب بإلغاء كافة العقوبات في مقابلة لموقع المرشد الإيراني الأعلى مع كاظم غريب أبادي، سفير وممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعضو الفريق المفاوض المشارك في محادثات فيينا، شرح آخر مواقف بلاده من المفاوضات. وردا على سؤال حول موقف إيران من عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، قال: "يجب أن يرفعوا جميع العقوبات بطريقة عملية حتى تتمكن إيران من التحقق منها، في الواقع، لا يهمنا رفع العقوبات على الورق، عندها فقط تكون إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي". وردا على سؤال آخر بخصوص ما هي العقوبات التي تقصدها؟ هل العقوبات التي فرضها ترمب أم تلك التي كانت وفقا للاتفاق النووي؟ قال: "العقوبات التي يجب رفعها واضحة للغاية. أولاً، يجب رفع جميع العقوبات التي ألغيت بموجب الاتفاق النووي (في 2015)، لكن الحكومة الأميركية أعادت فرضها مرة أخرى، ثانيا، فرضت إدارة ترمب عقوبات جديدة بالإضافة إلى السابقة التي ألغيت وفق الاتفاق النووي، ثالثًا، هناك عقوبات مفروضة لأسباب غير نووية، ويجب أيضًا رفع هذه العقوبات بالكامل"، وأشار إلى أن "هذه المسألة تم التطرق إليها من قبل إيران بوضوح في المحادثات، بما في ذلك في اللجنة المشتركة المنبثقة من الاتفاق النووي". وحول طرح بلاده موضوع "التحقق من صحة" إلغاء العقوبات، قال: "التحقق يعني، على سبيل المثال، أن تكون إيران قادرة على إبرام العقود النفطية وتصدير نفطها، وفي مجال المبيعات ينبغي أن تتمكن من تحويل إيراداتها من خلال القنوات المصرفية، وفي القطاع المصرفي، يجب تمكين إيران من إجراء معاملاتها المالية من خلال القنوات المالية المختلفة، وعندها فقط يمكن التحقق بأن رفع العقوبات له آثار عملية". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تحدث في وقت سابق عن استعداد بلاده للعودة خطوة خطوة إلى الاتفاق النووي، إلا أن المرشد وهو صاحب الكلمة الأخيرة في إيران أكد ضرورة إلغاء العقوبات دفعة واحدة، وفي هذا الحديث مع غريب أبادي، سأله موقع خامنئي أن "بعض الناس (حسن روحاني) قد أثاروا موضوع العمل بخطة خطوة بخطوة، هل تمت مناقشة هذا الحل (في المحادثات) أيضا؟"، فأجاب: "لم يتم مناقشة خطة الخطوة بخطوة بتاتا، بل ما طرحته إيران ضمن جدول أعمال اللجنة المشتركة هو العودة الكاملة والفعالة لجميع الأطراف إلى التزاماتها، بما في ذلك عودة الولايات المتحدة الكاملة والمؤثرة، إلى التزاماتها". ومن ناحية أخرى، عبّر نواب ينتمون لكتل التيار الأصولي المتشدد في البرلمان الإيراني عن تشاؤمهم من نتيجة المفاوضات الجارية في فيينا بين طهران وأطراف الاتفاق النووي والولايات المتحدة، واعتبروا أن ذلك سيؤدي إلى "تنازلات" دون تحقيق مكاسب كبيرة للبلاد، حسب وجهة نظرهم. وفي هذا السياق، ذكر علي كريمي فيروزجائي، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أن مفاوضات فيينا عبارة عن "خدعة أميركية جديدة". وقال إن اشتراط واشنطن تراجع إيران عن تقليص التزاماتها النووية كان "فخاً سياسياً وخداعاً" وقع فيه المفاوضون الإيرانيون، على حد تعبيره.
مشاركة :