بحسب تقرير وزارة العدل الأخير الذي أصبحت أرقامه الإحصائية -فيما يخص حالات الطلاق- مرعبة في مجتمع مسلم مسالم، ذكر موقع «الوزارة» أن محاكم الأحوال الشخصية سجلت خلال شهر محرم من هذا العام 5110 صكوك طلاق على مستوى مناطق السعودية، وكانت منطقتا الرياض ومكة المكرمة في صدارة هذه الإحصائية الشهرية، أي بمعدل يتراوح بين 217 و321 حالة طلاق يوميًا، وفي إحصائية العام الماضي كانت نسب الطلاق الشهرية تتراوح بين 2429 حالة كحد أدنى و5333 حالة كحد أعلى. وعندما نتحدث عن مثل هذه الإحصائيات المخيفة فذلك لأن الخطر المقبل هو اختلال النظام الاجتماعي، وكثرة الإشكالات المترتبة عن مثل هذه الحالات ككثرة المطلقات والتفكك الأسري والذي في الأغلب يدفع ضحيته الأبناء، في ظل انفتاح المجتمع وتفتّح الحياة بكل مغرياتها وغواياتها. على حد حلمي.. أن الزواج هو الرابط المقدس الذي يؤلّف بين روحين ويجمع جسدين بطريقة مشروعة وفق نظام اجتماعي وتشريع ديني يختلف بحسب اختلاف الأديان والأنماط الإنسانية المختلفة. لذا فإن مجتمع كمجتمعنا الذي تتجاذبه تيارات الحياة ذات اليمين وذات الشمال يحتاج لمراكز أبحاث اجتماعية تقف على أسباب هذه الظاهرة الممزقة للنسيج الاجتماعي للحد منها، وذلك بتكريس قيمة الحوار والتفاهم سواء كان بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء، وفيما يبدو لي أن أهم أسباب الطلاق تأتي نتيجة الزواج الاجتماعي التقليدي، إما تحت ضغط القرابة أو المكانة الاجتماعية، أو لأسباب أخرى هي أبعد من أن تكون مبررًا مقنعًا لارتباط شخصين مختلفين في أفكارهما وطريقة حياتهما. «الحب للشجعان والجبناء تزوجهم أمهاتهم» هكذا عبّر شعريًا أحد أطباء القلب المفتوح.. ويكفي.
مشاركة :