مكة المكرمة/ فهد السميح مقتطفات من خطبة الجممة من المسجد الحرام 27 شعبان 11442 9 أبريل 2021 لفضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالل خياط – حين يظل المسلمين زمان هذا الشهر المبارك ، يقف أولو النهى عند جمال المناسبة وجلالها، وبين الفرحة الغامرة باستقبالها: وقفة يذكرون فيها أيضا تلك الفرحثين اللتين أخبر بهما رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه، وهذا التذكر ليحملهم على طول الثفكر في بواعث هذا الفرح وأسبابه المفضية إليه، وحقيقة الصوم المتعلق به، إذ لاريب أنه ليس صوم من لم يدع قول الزور والعمل به فقد قال عليه الصلاة والسلام: (فن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله خاجة في آن يدع طعامه وشرابه). -الصيام ليس صيام عادة؛ لأن أهل بلده صاموا، فكان لزاما عليه أن يصوم مجاراة لهم وليس صوم المتبرم المتأفف المتضجر المستثقل المسرف على نفسه، بل صيام من استقبل شهره عاقدا العزم على اغتنام فرصته في القيام بما أمر به، مما تزكو به نفسه، وتسمو به روحه، ويطمئن به قلبه، ويحفظ به لسانه وبصره وجوارحه، إنه صيام من صام إيمانا بأنه حق وطاعة وقربي يزدلف بها إلي مولاه؛ محتسبا ثوابه عند الله تعالي، راجيا جميل الموعود. – هديه عليه الصلاة والسلام : الإكثاز من أنواع العبادات، فكان يكثر فيه من الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة مالا يخص غيره به من الشهور، وكان جبريل يدارسه القرآن كل ليلة، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المزسلة، أي: المتصلة الدائمة بلا انقطاع. – “إن تلاوة القرآن في هذا الشهر الفضيل العظيم، والجزاء الجزيل، ما تضافرت به الأدلة، من مثل قوله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حرفا من كثاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ألم خرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. – ينبغي على المسلم الإكثار من تلاوة كتاب ربه في هذا الشهر، فإنه يحسن به أيضا أن لا يخلي هذه التلاوة من تدبر يقفه على بديع المعاني، وجليل المقاصد، مستعينا على ذلك باستحضار قلبه عند تلاوة كلام ربه، ليكون ذلك عونا له على فهم ما يقرأ، والتأثر به، والاتعاظ بعظاته، وإنما يتم له ذلك باستشعار عظمة هذا التلو، وعلو قدره، ورفيع منزلته. – حري بمن اغترف من معين هذا الكتاب شهرا كامل، يتلذذ به، ويتلوه حق تلاوته، في سكون طائر، وخفض جناح، وتفريغ لب، وجمع خاطر: أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به فؤاده، ويملأبه جنانه ويحرك به لسانه، ويتأدب بأدابه، ويتخلق بأخلاقه.
مشاركة :