لم يكن مقدرًا للدورة الأولى من «مهرجان البحرين السينمائي»، أن تقام كما كان مقدرا لها في العام الماضي، فتحت وطأة الجائحة، وما فرضته من إجراءات وقائية، تقرر تأجيل المهرجان، لأبريل من العام الحالي، بيد أن الجائحة ما تزال تراوح مكانها، بكل ثقلها، مرحلة إقامة المهرجان هذا العام، إلى ميعاد آخر، يفترض به أن يكون، في مطلع العام المقبل (2022)، كما بينت رئيسة المهرجان، منصورة الجمري. بيد أن هذا الترحيل المتكرر المفروض بوطأة الوباء، فرض على إدارة المهرجان، أن تقرر إعلان نتائج مسابقته، التي كان مقررا لنتائجها أن تعلن على أرض الواقع، وفي غمرة المشاهدات السينمائية، التي لا يمكن الاستعاضة بأجوائها بالافتراضي، فكان الافتراضي حتميا بحتمية الموقف الذي تعيشه البشرية، وهذا ما بينته منصورة الجمري في كلمتها، مؤكدة بأن «الجائحة فرضت علينا الانتقال إلى البديل الإلكتروني، ما سيحرمنا من اللقاء بالمهتمين بالشأن السينمائي على أرض الواقع، وأن نجتمع بهم في الصالات، ونشاهد الأفلام بصورة حية، نتبادل خلالها التجارب والخبرات، ونستمتع بزخم السينما، ونعيش ألقها»، وعلى هذا الأساس، نظم المهرجان، حفلا رقميا، بثه عبر منصته على اليوتيوب، مساء السادس من أبريل، معلنا عن جوائز فئات المسابقة، التي طمح إليها 450 فيلمًا، من 18 دولة عربية، تلقاها المهرجان، منذ الإعلان عن استقباله للأفلام. فالمهرجان الذي ينظمه «نادي البحرين للسينما»، تحت رعاية «هيئة البحرين للثقافة والآثار»، حملت دورته الأولى، اسم السيناريست والروائي البحريني الراحل مؤخرا فريد رمضان، تكريما وتقديرا لعطاءاته في المجال السينمائي، وما قدمه من دعم وتشجيع للطاقات السينمائية المحلية. كما حمل المهرجان، شعار «سينما لأجلك»، هدافا لتقديم حدث سينمائي ثقافي، أريد له أن يشكل إضافة نوعية إلى الحركة الثقافية في مملكة البحرين، يسهم من خلالها في تقديم صورة حضارية، ويضعها على خارطة الفعل السينمائي في الوطن العربي. وقد لفت رئيس نادي السينما، نادر المسقطي، إلى أن المهرجان، كان مقدرا له أن يقيم فعالياته بالتزامن مع احتفاء النادي ببلوغ عقده الرابع منذ التأسيس، مضيفا بأن «النادي يأمل في استقطاب السينمائيين الشباب، والتحول من مجرد مكان لمشاهدة الأفلام السينمائية، إلى تجمع سينمائي، يحتضن الفعاليات السينمائية، وينمي الجانب النقدي لدى جمهور المشاهدين، بهدف الارتقاء بالذائقة الموسيقية في المملكة». وعلى صعيد الجوائز، تفرعت المسابقة إلى خمس فروع، أولها «جائزة الأفلام الروائية القصيرة»، التي ترأست لجنة تحكيمها الفنانة ليلى علوي، إلى جانب أعضائها الناقد أمين صالح والفنان إبراهيم الحساوي، إذ تنافس عليها 36 فيلما، تصدرها الفيلم الفائز «أغنية البجعة» للمخرج المغربي يزيد القادري. فيما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيلم «كاين ولا مكاينش»، للجزائري عبدالله قادر. ومنحت اللجنة ثلاث شهادات تقديرية، موزعة على فيلم «مهندس غنم» للمخرجين العمانيين عماد الحبسي وعمر الكيومي، وفيلم «عودة الروح» للعراقي مهند الطيب، و«السابعة والربع مساء» للسوري رامي نضال. أما «جائزة الأفلام الوثائقية القصيرة»، التي شارك في لجنة تحكيمها المخرجة نجوم الغانم، والناقد حسن حداد، والدكتور محمد السيد، فتنافس فيها 23 فيلما، وفاز بها فيلم «The Seven Villages» للمخرجة الفلسطينية فرح أبو خروب، فيما نالت ثلاثة أفلام شهادات تقديرية، وهي «رضا» للمخرج السوري ياسر حمزة علي، وفيلم «لم تكن وحيدة» للعراقي حسين الأسدي، إلى جانب فيلم «الشيخ والجبل» للمغربي محمد رضا كزناي. «جائزة أفلام التحريك (الأنيميشن)»، التي تنافس فيها 12 فيلما، وتكونت لجنة تحكيمها من المصمم خالد المحرقي، والدكتورة سما الهاشمي، والمصمم محمد الصقر، حصدها فيلم «أزرار»، فيم منحت لجنة التحيكم شهادتي تقدير، لفيلم «يا خبر»، للمصري عبدالحكيم طلعت، وفيلم «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم» للمصري مصطفى جاد. ومنحت «جائزة فريد رمضان لأفلام الطلبة»، التي شكلت لجنة تحكيمها من المخرج صالح ناس، والفنانة شذى سبت، وإلهام علي، وتنافس فيها 7 أفلام، إلى فيلم «Incarnate»، للمخرج علي إصبى. ومنح المخرج حامد علي شهادة تقدير عن فيلمه «Mann & Quinn»، وكذلك المخرج حسين فولاذ عن فيلمه «Hypochindria». فيم توج فيلم «توك توك»، للمخرج محمد قادر بـ«جائزة مركز تفوق لأفلام المرأة»، إلى جانب فيلم «رسالة إلى والدي»، الذي نال الجائزة التقديرية عن هذه الفئة، التي حكمتها لجنة تحكيم مكونة من الفنان جمعان الرويعي، وفاطمة ربيعة، والناقدة هدى إبراهيم، وتنافس على الجائزة 14 فيلمًا.
مشاركة :