مع اضطرار العديد من المصانع المنتجة لأشباه الموصلات حول العالم لإغلاق أبوابها، بعد انتشار فيروس كوفيد- 19، وصدور أوامر الإغلاق التي استهدفت الحد من انتشاره، تعاني الشركات الأميركية، وعلى رأسها شركات صناعة السيارات، من نقص كبير في المتاح منها، الأمر الذي يهدد واحدة من أهم الصناعات في الولايات المتحدة بخسائر قد تتجاوز 60 مليار دولار، خلال الربع الأول من العام الحالي فقط، وفقاً لشركة الاستشارات الأميركية أليكس بارتنرز، وتحليل سابق منفصل لوكالة بلومبرج. وبعد شهور من تباطؤ الإنتاج بسبب نقص أشباه الموصلات عند شركات صناعة السيارات الأميركية، كما غيرها من الصناعات، قررت شركتا جنرال موتورز وفورد إغلاق العديد من مصانعهما في أميركا الشمالية لمدد قد تصل إلى شهور، لحين التوصل إلى خطة للتعامل مع نقص هذه المكونات التي لم يعد ممكناً الاستغناء عنها في يومنا هذا لتصنيع أنظمة المعلومات والترفيه داخل السيارات، كما أنظمة التوجيه المعزز Power Steering والفرامل، بالإضافة إلى أشياء أخرى. وفي الوقت الذي أعلنت فيه أغلب شركات السيارات الأميركية استعادة جزء كبير من طلبات التوريد التي كانت قد تراجعت بشدة خلال العام الماضي، نتيجة لأزمة الوباء وما ترتب عليها من تراجع الإنفاق عموماً، اضطرت شركة جنرال موتورز لإغلاق مصانعها المتخصصة في إنتاج سيارات النقل متوسطة الحجم في ولاية ميسوري، وزادت فورد من فترات إيقاف الإنتاج بمصانعها في ولايتي إيلينوي وميسوري، ومصنع التجميع بولاية ميشجان. وتشمل المركبات المتأثرة شيفروليه ترافرس وكاديلاك من الشركة الأولى، وفورد إكسبلورر ولينكولن أفياتور من طراز إس يو في، وفورد موستانج، و ترانزيت فان من الثانية. والشهر الماضي، تسبب جنوح السفينة العملاقة بقناة السويس المصرية في تعطل الملاحة في القناة لفترة أسبوع تقريباً، الأمر الذي أضاف إلى مجموعة من الحوادث التي ساهمت في زيادة شح أشباه الموصلات في العالم، كان أهمها العواصف الجليدية التي ضربت ولاية تكساس الأميركية، التي تعد أهم مناطق تصنيعها في أميركا، والتي تسببت في إغلاق ثلاثة من أهم مصانعها في الولاية، والحريق الضخم الذي اندلع في أحد أهم مصانع أشباه الموصلات في اليابان والعالم، وتسبب في إغلاقه لمدة تجاوزت الشهر. ولا تنفرد الولايات المتحدة بمشكلة نقص أشباه المواصلات، حيث نشرت جريدة وول ستريت جورنال الشهر الماضي تقريراً أشارت فيه إلى إيقاف شركتي هوندا ونيسان اليابانيتين إنتاج السيارات بمصانعهما في أميركا الشمالية، وتوقف أعمال مصنع ميتسوبيشي اليابانية في الولايات المتحدة.
مشاركة :