معرضُ الكتابِ وأبعادُ الحدثِ الثقافيِ

  • 3/11/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل معرضُ الرياضِ الدوليِ للكتابِ تظاهرةً ثقافيةً لها «رتمها» الخاص على الذات المثقفة في الداخل السعودي، إذ إن هذا المعرض الذي أضحى يشكل في حياة كل مثقف أهميةً وجوديةً لها وقعها الخاص، نجده يفاجئنا في كل عام بالجديد من المبادرات والأنشطة والفعاليات التي تصاحب المعرض في فترة انعقاده. ومعرضُ هذا العام الذي سيفتح ذراعيه للمثقفين – في الثالث عشر من شهر مارس الحالي – مرحبًا بهم وسعيدًا بمقدمهم، سوف تكون للمبادرات المتخصصة في مجال الثقافة مكانة فيه ستسهم بدورٍ ليس بالقليل، في توليد حراك نوعي في تقليدية الفعل الثقافي في الساحة الأدبية والثقافية السعودية. من ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – أن معرض هذا العام قد حرص على تخصيص جناح خاص للمؤلفين السعوديين الأفراد، الذين لا توجد لديهم دُورُ نَشْرٍ تتبنى مؤلفاتهم، وهذه البادرة -في حد ذاتها- تعكس حجم الحرص والرعاية الثقافية التي يوليها القائمون على إدارة شؤون المعرض للمثقف السعودي. إذ إن غالبية دور النشر عندما يتقدم إليها صاحب المطبوع – خاصة عندما لا يكون معروفًا في حقل النشاط الذي أَلّفَ فيه كتابه – فإنها تمارس عليه نوعًا من «الميكافيلية» الثقافية -إن جاز التعبير- بحيث تطبع له النسخ المتفق معه عليها مقابل مبلغ مادي معين ومن ثم تسلمه جملة نسخه المطبوعة ليتولى هو توزيعها بنفسه أو ليبحث لنفسه عن موزع، هذا إن حالفه الحظ ووجد موزعًا جيدًا يرضى بذلك مقابل أن يتقاضى منه مبالغ مالية ليست بالقليلة مقابل مثل هذا الصنيع. كما أن هناك -في يقيني- المزيد من المبادرات والفعاليات الجديدة التي ستعلن عنها إدارة المعرض في الأيام القادمة التي ستسبق موعد انطلاقته الميمونة، هذا إلى جانب الفعاليات والأنشطة الثقافية الأخرى التي تصاحب معارض الكتب في العادة. ومجمل ذلك سيُلْبِسْ مدينة الرياض حلة «موشاة» بعطر الحرف وأريج العبارة، وسيجعل من كل من قد سربلته الثقافة من قمة رأسه إلى أخمص قدمه من فرسان «مساءاتها» الواعدة. رأي: حسن مشهور h.mashoor@saudiopinion.org

مشاركة :