إيران تضغط على الكويت لوقف محاكمة "خلية العبدلي"

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد: أفادت مصادر خليجية حول خلية العبدلي المسلحة المرتبطة بحزب الله اللبناني والتي ضبطتها وزارة الداخلية الكويتية إن أكثر ما يزعج طهران وحليفها اللبناني هو أن الاستمرار بالمحاكمة والكشف عن حجم تآمرهما على الكويت وعلى دول خليجية اخرى مما سيؤدي الى خسارتها علاقة دبلوماسية ظلت توصف بالجيدة والمستقرة معها، وهو ما سيفقد طهران واحدة من البوابات الاستراتيجية "للتغلغل سلميا" في المنطقة...ومن خلال التحقيقات كشف إن ضبط الخلية تم بناء على معلومات من إحدى الدول الإقليمية للولايات المتحدة بعد ضبط هذه الدولة الإقليمية لديها، عنصرا مهما في حزب الله اللبناني، لتقوم واشنطن بإبلاغ الكويت بتحركات الخلية..وقد اعترف رئيس الخلية بانتمائه إلى حزب الله منذ 16 عاما، وأنه التقى عددا من مسؤوليه على فترات متقطعة، وأن الخلية كانت تنتظر ساعة الصفر لتقوم بتفجيرات بهدف إشاعة الفتنة المذهبية"..وقال المعتوق الجمعة في محاضرة بأحد مساجد العاصمة الكويتية دفاعا عن عناصر الخلية الإرهابية "لقد تبين إلى متى تطلق أيادي الطائفيين في مفاصل الدولة، لاسيما في الأجهزة الحساسة كجهاز أمن الدولة.."، ملمحا ان جهود هذه الأجهزة التي قادت الى الكشف عن الخلية هي مجرد تآمر على الطائفة الشيعية وأن إلقاء القبض على الإرهابيين كان مدبرا بليل..وبرر موقفه بالإشارة الى ما حصل مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي السابق قائلا "بالأمس القريب اتهم الشيخ ناصر المحمد والمرحوم جاسم الخرافي بالتعاون مع الجمهورية الإيرانية بالتخطيط بالانقلاب على نظام الحكم، فمن استطاع تلفيق قضية بهذه الحجم لرئيس وزراء سابق ورئيس مجلس أمة سابق لن يصعب عليه تلفيق تهم أخرى"..وأضاف: "التعذيب بأبشع صوره من ضرب وصعق وتعليق من الأيادي او الأرجل والاعتداء الجنسي، فما قيمة الاعترافات في هذا الحالة؟"، متهما خصوما لم يسمهم يعتقد أنهم لفقوا التهم للموقوفين بأنهم "ممن لم يتربى على الشرف والكرامة.."..وقال أيضا:"كل الأعراف الدولية والقانونية تؤكد أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، غير أنه هناك من لا يرى ذلك لأسباب طائفية وأخرى سياسية، فيكفي أن تكون من الشيعة لتكون متهما، بل مدان حتى تثبت براءتك.."..ويقول محللون إن المتمعن في هذا الخطاب لن يشك لحظة في انه شكلا ومضمونا من وضع حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني، لو لم يكن يعرف اسم قائله الحقيقي..وعلى الرغم من عدم صدور أي موقف عن حزب الله اللبناني أو مقربين منه لتأكيد أو نفي مسؤولية العلاقة بالخلية الأمنية، غير أن شخصيات سياسية وأمنية خليجية، شنت هجوما عنيفا على الحزب، معتبرة أنه اصبح خطرا ماثلا بقوة على دول المنطقة...ويرى محللون اخرون أن ايران وحزب الله يشعران باستياء شديد من احتراق ورقة حسن العلاقة مع الكويت وأن اثر ذلك سيكون قويا جدا لا سيما مع ثبوت تورطهما وبشكل مباشر في أكثر من أزمة إقليمية في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، إضافة إلى استمرار ايران في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطمب الكبرى وطمب الصغرى..واعتبرواأن المعتوق اراد توجيه رسالة تخويف للكويتيين من أن الشيعية مستعدون للتصعيد من أجل الدفاع عن حقوقهم بكلّ الأساليب الممكنة حتى العنفية منها، ليثير في أذهانهم الصور المريعة للصراع الطائفي في اكثر من بلد عربي ويدفعهم للقبول بفكرة "ترك عناصر الخلية في حال سبيلهم" إيثار للسلم الاهلي، الأمر الذي قد يشكل بدوره ضغطا على القضاء وعلى السلطات الكويتية نفسها لتفكر في التراجع عن الاستمرار بالمحاكمة وحجب ملف القضية..وقد أثارت تصريحات المعتوق ردود فعل غاضبة بين عدد من نواب البرلمان الذين كانوا من أول من دعوا السلطات الكويتية الى عدم الرضوخ لأي ضغوط من أي نوع وضرورة الكشف عن تفاصيل القضية للرأي العام كاملة ودون مجاملة للعلاقة مع ايران مهما كانت التكاليف المترتبة عن ذلك..وقالت مصادر كويتية مطلعة أن دوائر صناعة القرار منزعجة بشدة مما جاء على لسان المعتوق الذي تداول في "شأن سياسي" مخالفا لميثاق المساجد دون أن يراعي "حساسية ودقة الظروف التي تمر بها الكويت ودول المنطقة، وتعرض لأمور لاتزال منظورة أمام القضاء ولم يبت فيها بعد"..وأضافت المصادر "إن هناك توجها لإحالة المعتوق إلى النيابة وفقا لمواد المرسوم بقانون رقم 19 لسنة 2012 في شأن حماية الوحدة الوطنية" من أي تحريض طائفي..وقال النائب محمد الجبري إن التصريحات تأتي ضمن محاولات البعض لإخراج قضية "خلية العبدلي" عن مسارها الطبيعي من خلال الترويج لقضايا مذهبية وطائفية، مؤكدا أن "هذه المحاولات ليست إلا مؤامرة تحاك ضد الكويت وتشترك فيها أطراف تريد إيجاد مخرج وطوق نجاة للمتهمين الذين صدموا الكويتيين بترسانة الأسلحة التي وجدت بحوزتهم وبالمعلومات الخطيرة التي نتجت عن التحقيق معهم"..كما وصف عودة الرويعي ما ورد في الخطبة بأنه "أخطر بكثير من خلية العبدلي لما تضمنته من مغالطات كثيرة"..وأضاف: "إن ما جاء فيها من لغة كراهية وإثارة فتنة وزرع بذور الانشقاق أخطر بكثير من القبض على خلية تهمتها حيازة سلاح كما يقول المعتوق نفسه، فخلية العبدلي ستحاكم وفق إجراءات قانونية وسيقول القضاء كلمته أما ما جاء به فسيستمر إذا تلقاه مؤيد له بما تحمله خطبته من تطرف"..ودعا النائب أحمد بن مطيع وزارة الداخلية إلى "توقيف المعتوق وإحالته إلى النيابة لإشعاله نار الفتنة وإلقاء التهم جزافا"، كما طالب "الأوقاف" بمنعه من الخطابة والدروس.

مشاركة :