في الأسبوعِ الماضي حدثَت معي ثلاثةُ مواقف تدور كلُها حولَ قيمةِ الوقت عند الفرد وعند الآخر، وكيف تختلف القيمة للوقت باختلاف موقفنا من الحدث. الموقف الأول عندما طُلب مني الحضورُ لأكونَ ضيفًا لأحد اللقاءات والمتحدث الرئيس فيه، وتم الاتفاقُ على المكان واليوم والوقت الذي قيل لي إنه «7:30» مساءً، في يوم اللقاء تواصلت مع منسق اللقاء الذي بيّنَ لي أن اللقاء سيبدأ عند السادسة والنصف، ومناسبٌ جدا لو حضرت عند «6:20» احتياطًا لأي تأخير، خرجتُ مبكرًا ووصلتُ عند السادسة للمكان، وعندما حان الوقت اتصلت بالمنسق الذي كان هاتفه مغلقًا فاتصلت بشخص آخر ذي علاقة باللقاء ففوجئتُ أن موعد اللقاء هو الساعة « 7:30»! الموقف الثاني كان عندما حضرت لجلسة حوارية علمية تم الإعلان عنها وأن وقتها سيكون من «9:00» صباحًا وحتى «12:00» وتضمن الإعلان المكان وأسماء المتحاورين، أنا وبعد الزملاء حضرنا على الوقت «9:00» وظننا أننا تأخرنا ففوجئنا أن المنظمينَ قد وضعوا برنامجًا مختلفًا للمتحاورين في الغرفة المجاورة يبدأ من «9:00» وأن الجلسة الحوارية لن تبدأ إلا في «9:45» ! الموقف الثالث حصل عندما وصلتني دعوة من صديق للمشاركة في برنامج اجتماعي يرعاه أحد أعيان المدينة وذو شخصية اعتبارية وكتب في الدعوة اسم المكان بشكل عام دون تحديد أين بالضبط في داخل ذاك المبنى الكبير، وأيضا كتب الوقت «6:00» مساء وبدون تحديد لفقرات البرنامج ولا متى ينتهي، في الرياض الساعة «6:00» وقت صلاة المغرب ولا يمكن أن يقام البرنامج، واتضح بعد وصولي لمقر البرنامج أن البداية ستكون «6:30»! ما حصل من الداعين والمعلنين قد يراه البعض طبيعيًا وأنهم يتعمدون حتى يحضرَ الناسُ مبكرًا، ومن تأخر لا يتأثر البرنامج بل سيكون عدد الحضور مناسبًا عند البداية الفعلية. يظن البعض بذلك أنهم يحسنون صنعًا، ولكنهم في الحقيقة أنانيون لأنهم ينظرون لقيمة الوقت بالنسبة لهم ولا يعيرون الآخر اهتمامًا ولا لوقته، وتفكيرُهم ينصبُّ فقط في أنفسهم ونجاح عملهم دون مراعاة لالتزامات الآخرين ولا انشغالاتهم! رأي : حسين الحكمي h.alhakami@saudiopinion.org
مشاركة :