دخل الاف المهاجرين النمسا اليوم الاحد (20 سبتمبر/ أيلول 2015) في حافلات وقطارات مكتظة آتين من الدول التي لم تتمكن او لم تكن مستعدة لاستقبال هذه الاعداد من البشر الفارين من الحرب والفقر سعيا لحياة افضل في اوروبا الغربية. واصابت كارثة جديدة المهاجرين الفارين عبر البحر اذ قضى 13 مهاجرا من بينهم اربعة اطفال قبالة ساحل تركيا عند اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم الى اليونان، بحسب ما ذكرت وكالة انباء دوغان التركية. ومع وصول الاف عدة من المهاجرين الى النمسا الاحد من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة اعادة فتح حدودها مع صربيا والتي ادى اغلاقها الاثنين الى تزايد تدفق اللاجئين الى كرواتيا. وفتحت السلطات معبر هورغوس-روسزكي 1 الواقع على طريق سريع كان الطريق الرئيسي الذي يربط بلغراد مع بودابست قبل ازمة اللاجئين. وادى اغلاق المعبر الى زيادة المسافة على الاف اللاجئين الذين يقطعون رحلة مرهقة عبر دول البلقان للوصول الى دول اوروبا الغربية، وقالت كرواتيا ان 25 الف شخص دخلوا اراضيها خلال الايام الاربعة الماضية. وخلال الايام التي اغلق فيها المعبر، اعلنت كرواتيا انها غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين وبدأت باعادتهم باتجاه المجر او سلوفينيا. وكرواتيا والمجر وسلوفينيا اعضاء في الاتحاد الاوروبي ولكن فقط المجر وسلوفينيا تنتميان الى معاهدة شينغن للفضاء الحر. ومعظم المهاجرين هم من سوريا، وقد تلقى الاتحاد الاوروبي نحو ربع مليون طلب لجوء من نيسان/ابريل وحتى حزيران/يونيو. ويتوقع ان تتلقى المانيا نحو مليون طالب لجوء هذا العام. وفي قطار توقف عند بلدة غيكينيز على الحدود المجرية قبالة شمال شرق كرواتيا، ينتظر علي المحمودي (59 عاما) زوجته وطفله الذي لم يتجاوز سبعة اشهر. وغادر علي وعائلته العراق قبل شهر، ويقول "نمنا في غابات في مقدونيا. نستطيع ان نتحمل الجوع، ولكن نريد ان ننام". واضاف "كل ما اريده هو رؤية طفلي الصغير يكبر". وهذه اكبر موجة هجرة في القارة الاوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد تسببت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، واثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شينغن التي تسمح بالتنقل الحر داخل دول الكتلة المؤلفة من 28 دولة. وواجهت الحكومة المجرية اليمينية بشكل خاص انتقادات دولية بسبب الاشتباكات العنيفة مع المهاجرين، وسارعت الى اقامة سياج شائك على طول حدودها مع صربيا. وبدأت السلطات المجرية بنقل الاف المهاجرين الى حدودها مع النمسا الجمعة في محاولة لاخراجهم من اراضيها بالسرعة الممكنة. ولكن ورغم اشتداد اللهجة بين بودابست وزغرب، اظهرت سلطات البلدين مستوى عاليا من التعاون على الارض. وذكر مراسلو وكالة فرانس برس انه يوم السبت وحتى ليل السبت الاحد نقلت 15 حافلة كرواتية مئات المهاجرين الى بارانيسكو بيتروفو سيلو وعبروا سيرا الى بيريمند في المجر حيث كانت الحافلات المجرية بانتظارهم. وصباح الاحد شوهدت العديد من الحافلات التي تنتظر المهاجرين على الجانب المجري من الحدود، وذكرت الاذاعة الكرواتية ان العديد من الحافلات توجهت الى بيريمند. واستقل نحو الف مهاجر السبت قطارا في توفرانيك شرق كرواتيا متوجهين الى نقطة قريبة من بلدة ليتيني المجرية التي سيصلون اليها سيرا. وفي حادث الغرق الاحد في تركيا، كان المركب يقل 46 مهاجرا من شمال غرب تركيا الى جزيرة ليسبوس اليونانية التي تشهد تدفقا هائلا للاجئين من سوريا عبر تركيا. واعلن خفر السواحل اليونانيون انهم انقذوا 22 شخصا. وذكر احد الناجين ويدعى حسين لوكالة الانباء اليونانية الرسمية "كان الظلام دامسا، وشاهدنا سفينة تقترب منا. حاولنا الاشارة لها بالاضواء الكاشفة والهواتف النقالة، الا انها لم ترنا". وقال انه بعد ان اصبح الركاب في الماء حاولوا ابقاء رؤوسهم فوق الماء. واضاف "فقدنا اطفالا. لم نستطع ان نراهم في الظلام". ومنذ بداية العام، قضى اكثر من 2600 شخص غرقا من بين نحو نصف مليون خاطروا بحياتهم في رحلات خطرة عبر المتوسط للوصول الى اوروبا. وفي ايطاليا، قال خفر السواحل السبت انهم انقذوا اكثر من 4,500 شخص قبالة السواحل الليبية بعد ان شجع هدوء البحر المهاجرين على القيام بمحاولات جديدة لعبور المتوسط. وذكر حرس السواحل الليبيون انهم انقذوا 215 لاجئا كانوا يستقلون قاربين في المتوسط من بينهم اكثر من 50 امرأة. ودخل اليونان اكثر من 300 الف مهاجر هذا العام، معظمهم مروا باراضيها باتجاه دول اوروبية اخرى. ويلتقي وزراء خارجية مجموعة فيسغراد التي تضم بولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا والمجر نظيرهم في لوكسمبورغ الاثنين في براغ لمناقشة ازمة المهاجرين، وفق ما اعلن وزير الخارجية البولندي غريغور سكيتينا الاحد. كما يجتمع وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي مجددا الثلاثاء قبيل قمة طارئة الاربعاء. وفر اكثر من اربعة ملايين سوري من النزاع في بلادهم، ويقيم نحو نصفهم في تركيا فيما لجأ اكثر من مليون الى لبنان ونحو 600 الف الى الاردن.
مشاركة :