لا شك أن الإمارات رسخت، خلال سنوات قليلة، أرضية صلبة في رحلة ريادتها للقطاعات المتقدمة والحيوية، وخصوصاً في قطاع الفضاء، لكن ما يسجل لها أكثر في هذا المجال أنها قطعت في هذا الوقت القياسي شوطاً كبيراً في عزمها على كتابة تاريخ علمي جديد للمنطقة، وعمادها الأساس في ذلك كادرها الوطني الذي بات، بفضل الدعم والأولوية التي منحتهما له القيادة الرشيدة، على مستوى متقدم من التأهيل والتميز والتمكين، بما يعطي الإمارات نقطة قوة استثنائية، في طموحاتها التي لا تتوقف. هذا بالتحديد ما يأتي ليؤكد عليه إعلان محمد بن راشد عن رائدي فضاء إماراتيين جديدين ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية، سينضمان إلى المنصوري والنيادي ليشكلوا فريقاً رباعياً، في مؤشر على أن الإمارات تسير في هذا القطاع المتقدم ضمن استراتيجية واضحة تثريها تباعاً بدعائم تسرع من برنامجها الوطني وتحقق لها الريادة المنشودة. الاختيار وقع على نورا المطروشي ومحمد الملا من بين 4305 متقدمين لهذه المهمة، ما يثبت أن ما هدفت إليه القيادة من وراء نهجها المتميز في مثل هذه المبادرات قد رسخ طموحاً مجتمعياً واسعاً، خصوصاً عن فئة الشباب، لريادة العلوم المتقدمة بقطاعاتها المختلفة، وهؤلاء، كما يؤكد محمد بن راشد، هم من تعول عليهم القيادة لرفع اسم الإمارات في السماء. وفيما لا يبتعد عن هذا النهج، أرادت الإمارات لهذه الدفعة من برنامج رواد الفضاء أن تكون متميزة أكثر، وذلك بوجود أول رائدة فضاء عربية إماراتية، ما يعطي دفعة جديدة تعزز الثقة الكبيرة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية بعد أن أثبتت قدرات متميزة لا حدود لها في كل المجالات الحيوية، سواء في صناعة الفضاء أو غيرها، وتثبت اليوم رغبة أقوى في ارتياد هذه المجالات إذ بلغت نسبة الإناث المتقدمات للبرنامج %33، وهذا كله يجسد ما تحققه الدولة من قفزات نوعية على مستوى تحقيق التوازن الكامل بين الجنسين، واعتمادها على شبابها وشاباتها في تعظيم وتسريع مسيرتها التنموية، فقوة الإمارات الحقيقية هي بعزم وإرادة أبنائها وبناتها على حد سواء. وضعت الإمارات قدماً راسخة في مسيرة إثراء المعرفة الإنسانية، ورسمت معالم واضحة لطريقها نحو مستقبل قائم على الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي واقتصاد المعرفة، وحققت على هذا الطريق، باصرارها ومثابرتها، إنجازات سريعة، لم تكن لتحققها دول أخرى بالزمن ذاته، ويكفي أن نعرف أن قطاع الفضاء الوطني سجل خلال السنوات القليلة الماضية استثمارات تجاوزت 22 مليار درهم، لندرك حجم الجهود في هذا المجال، والآفاق المبشرة التي يسير نحوها، لتقدم الإمارات وقيادتها وشبابها مجدداً النموذج الملهم لقوة الإرادة، عربياً وعالمياً. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :