عمالقة الأندية الأوروبية يتنافسون للظفر بخدمات هالاند

  • 4/11/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح النرويجي إرلينغ هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند مطلبا رسميا بالنسبة إلى العديد من الأندية الكبرى في أوروبا وخصوصا تلك التي تراجع بريقها في المنافسة على لقب دوري الأبطال. وفتح هذا اللاعب الظاهرة، سواء لجهة الأهداف التي يحققها أو لجهة الأداء المتصاعد الذي يقدمه، باب المنافسة بين كبار أوروبا للظفر بخدماته خلال موسم الانتقالات المقبل. برلين – بات النجم النرويجي لفريق بوروسيا دورتموند الألماني إرلينغ هالاند محور منافسة قوية بين الأندية الكبرى في أوروبا للظفر بخدماته خلال الميركاتو الصيفي المقبل. وتزايدت التكهنات حول الوجهة القادمة للنجم الظاهرة والطريقة التي سيحسم بها مستقبله القادم، خصوصا أن الإغراءات تأتي من أكثر من نادٍ وأكثر من مدينة أوروبية، فيما يبقى الاختيار النهائي للشاب اليافع الذي يبدو أنه لا يريد الاستعجال في مغادرة النادي الأصفر. وأكدت تقارير صحافية هذا الأسبوع أن فريق دورتموند يملك جميع الإغراءات اللازمة للاحتفاظ بمهاجمه النرويجي لموسم 2021 – 2022، بحسب ما كشف عنه رئيس النادي هانس يواكيم – فاتسكه في مقابلة مع منصة البث التدفقي “دازون” الرياضية نشرت الثلاثاء الماضي. وأكّد رئيس النادي قبل ساعات من لقاء ذهاب ربع نهائي المسابقة الأعرق أمام مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي الثلاثاء، والذي انتهى بخسارة دورتموند 1 – 2، أنه “بغض النظر عما يحصل هذا الموسم وما سيحصل الموسم المقبل لا نحتاج إلى طلب قرض أو بيع لاعبين بشكل طارئ أو طرد الناس”، في إشارة إلى الأزمة المالية التي يعاني منها النادي بسبب فايروس كورونا. وقال يواكيم – فاتسكه ردا على تصريح مدافع فريقه ماتس هوملس عقب الخسارة أمام أينتراخت فرانكفورت الرابع السبت الماضي وابتعاده بفارق 7 نقاط عن آخر المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل قبل 7 مباريات من النهاية “لسنا تحت الضغط، وهي نقطة جيدة للانطلاق في وضعنا الحالي”. وكان هوملس قد أدلى بتصريح ناري اعتبر فيه أن “عدم التأهل إلى دوري الأبطال سيكون كارثة رياضية ومالية ولا نبتعد (عن ذلك)”، ليعود ويؤكد أن “هذا له نتائج مالية، حيث سيمنعنا من شراء لاعب نحتاجه أو سيضطرنا إلى بيع آخر نريد الاحتفاظ به”. وأعلن نادي دورتموند عن خسائر مالية بلغت 26.3 مليون يورو في الأشهر الستة الأولى للموسم الحالي، علما وأن رقم أعماله في الفترة ذاتها انخفض من 236.6 مليون يورو إلى 177.4 مليون يورو. مناورة مكشوفة يدرك فاتسكه جيدا أن “المناورات” التي تقوم بها أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي هي من أجل جذب المهاجم ابن الـ20 عاما، لذا قال في محاولة منه لتهدئة الأمور “نريد أن نتحدث بهدوء مع إرلينغ ومع والده (آلف – إينغه) ووكيل أعماله (مينو رايولا). نريد أن يبقى معنا باقتناع”. ويمتد عقد المهاجم النرويجي مع دورتموند حتى عام 2024، ولا يمكن تفعيل بند رحيله سوى في عام 2022، ولكن من الصعب تخيل أن لاعبا مثله يخيف أوروبا بأهدافه منذ عامين سيقبل البقاء لمدة عام بكامله ضمن صفوف فريق لن يخوض مسابقة دوري الأبطال. وأبدى فاتسكه رد فعل هادئا تجاه التقارير الإعلامية الأخيرة الواردة من إسبانيا والتي تحدثت عن عقد لقاء بين والد هالاند ووكيل أعماله مع رئيس نادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا، وقال “سنناقش هذا في هدوء مع إرلينغ ووالده ووكيل أعماله، ونحن نسعى إلى بقائه عندنا برغبته وأن يلعب لصالح دورتموند في الموسم المقبل وهو مقتنع”. غير أن الموقف التفاوضي لدورتموند ساء بعد الهزيمة أمام إينتراخت – فرانكفورت السبت الماضي بهدفين مقابل هدف. وكانت هذه الهزيمة بمثابة ضربة كبيرة لآمال دورتموند في التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، حيث يبتعد الآن بفارق سبع نقاط خلف فرانكفورت، صاحب المركز الرابع في ترتيب البوندسليغا المؤهل للمسابقة القارية. وحاول فاتسكه التقليل من إمكانية رحيل جادون سانشو زميل هالاند في خط هجوم دورتموند عن النادي، وقال “جادون يلعب لدينا لفترة أطول من فترة إرلينغ، وإذا توافر عرض استثنائي فإننا سنناقشه مع اللاعب ومع وكيله كما هي العادة دائما”. سعر النرويجي تضاعف بفضل تألقه، حيث يطالب دورتموند بـ180 مليون يورو للتخلي عن هدافه بعد تعاقده معه مقابل 20 مليون يورو وفي الوقت نفسه قال فاتسكه إنه لا يتوقع صيف انتقالات ساخنا، فـ”نحن نرى بالذات في الأندية الكبيرة جدا مدى الجراح التي خلفتها أزمة كورونا، وهي ليست جراحا صغيرة تندمل في غضون أسبوعين”. ويلاحق مانشستر سيتي هالاند خصمه في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، ساعيا للتعاقد معه أملا في أن يكون خير بديل لهدافه التاريخي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذي ينتهي عقده مع نهاية الموسم الحالي. ولكن قبل أن يتحقّق حلم انتقال هالاند المولود في مدينة ليدز الإنجليزية إلى ملعب الاتحاد خلال الموسم المقبل مثّل المهاجم النرويجي أبرز خطر على رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا ليلة الثلاثاء الماضي. ورغم أنه عجز عن التسجيل إلا أنه قدم أفضل طبق كروي برفقة زملائه وتمكن خلاله رجال المدرب إيدن تيرزيتش من إحراج سيتي في عقر داره، وهو ما دفع تيرزيتش إلى توجيه رسالة لغوارديولا قال فيها “سنلتقي مجددا في غضون 8 أيام. وصلنا إلى منتصف المباراة ولا تزال المنافسة مفتوحة”. وفشل متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز مذ تسلم غوارديولا زمام التدريب في تخطي ربع نهائي المسابقة القارية الأعرق في الأعوام الأربعة الأخيرة، إلاّ أنه يأمل هذا الموسم في التخلص من هذه اللعنة متسلحا بفوزه في 26 مباراة من مبارياته الـ27 الأخيرة في مختلف المسابقات، وإبقاء آماله حيّة في إحراز رباعية تاريخية. حفر أغويرو اسمه في كتاب تاريخ نادي مدينة مانشستر كأفضل هداف بـ257 هدفا، منها الهدف الخالد في موسم 2011 – 2012 والذي منح سيتي لقبه الأول في الدوري بعد 44 عاما من غياب التتويجات. وساهمت أهداف الأرجنتيني الدولي في فوز سيتي بثلاثة ألقاب إضافية في الدوري، مع لقب خامس هذا الموسم على الطريق الذي لم يعد سوى مسألة وقت، حيث يحكم سيتي قبضته على الصدارة مع 74 نقطة متقدما بفارق 14 نقطة عن مطارده المباشر “جاره” اللدود يونايتد. وأثنى غوارديولا على هدافه واصفا أهدافه بأنها “لا تعوض”، ليس فقط من ناحية هزّ الشباك أو الحصول على الكؤوس بل أيضا من ناحية مكانتها في قلب ووجدان جماهير سيتي التي عاشت في ظل وعقدة “الجار” يونايتد لأعوام طويلة قبل أن يحطّ أغويرو الرحال في ملعب الاتحاد. ويتأرجح الموسم الحالي للهداف الأرجنتيني بين لعنة الإصابات وتعرّضه لفايروس كورونا، فلم يسجل سوى ثلاثة أهداف. وبينما يمرّ أغويرو بفترة صعبة يعيش العملاق هالاند (1.94 م) على وقع التسجيل مع 49 هدفاً في 50 مباراة لدورتموند، ما وضعه على قمة لائحة اللاعبين المرشحين لخلافة الأرجنتيني في سيتي. وبات هالاند أسرع لاعب يسجل 20 هدفا في 14 مباراة في مسابقة دوري الأبطال خاضها بألوان فريقيه السابق ريد بول سالزبورغ والحالي دورتموند، علما وأن البرتغالي كريستيانو رونالدو وصل إلى 20 هدفا بعد 56 مباراة، فيما احتاج الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى 40 مباراة لتحقيق هذا الإنجاز. ومع سالزبورغ بات في خريف 2019 أول لاعب دون 20 عاما يسجل على الأقل هدفا في مبارياته الخمس الأولى في دوري الأبطال، وفي أول مشاركة له في دور المجموعات، حيث سجل 8 مرات في 6 مباريات في موسم 2019 – 2020، ليصبح ثالث أصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز في المسابقة الأوروبية منذ المهاجمين الإسباني راؤول والإنجليزي واين روني. وبفضل موهبته الجارفة لم يبقَ هالاند كثيرا في مدينة الموسيقار العالمي موزار، لينتقل في يناير إلى دورتموند حيث تحوّل إلى ظاهرة في غضون 15 يوما؛ إذ سجّل 7 أهداف في مبارياته الثلاث الأولى. كما بات هذا الموسم أول لاعب في التاريخ يسجل 4 ثنائيات تواليا في المسابقة العريقة، لذا على سيتي أن يخشى على نفسه من متصدر ترتيب الهدافين بـ10 أهداف في 6 مباريات بعدما غاب عن مباراتين في دور المجموعات. وقال عنه غوراديولا “هو بكل تأكيد مهاجم استثنائي بالنسبة إلى عمره، وأرقامه تتحدث عن نفسها”. وكتبت صحيفة “ليكيب” الفرنسية العام الماضي بعد ثنائية هالاند في مرمى باريس سان جرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال “قد يكون ظهور الموهبة الخارقة لهالاند مخيفا، مع مظهره وكأنه (الهداف الهولندي) ماركو فان باستن الذي ابتلع (نجم كرة السلة) ليبرون جيمس على الإفطار”. وبفضل تألقه داخل منطقة الجزاء تضاعف سعر النرويجي، حيث يطالب دورتموند بـ180 مليون يورو للتخلي عن هدافه بعدما كان قد تعاقد معه مقابل 20 مليون يورو (24 مليون دولار) في يناير 2020. وعلى الرغم من أنه مرتبط مع فريقه الحالي بعقد حتى 2024 فقد اختار ممثلا الهداف وكيل أعماله الأشهر رايولا ووالده مسارا غير مألوف على الساحة الأوروبية من خلال القيام بجولة إغرائية – استكشافية في كل من إسبانيا (برشلونة وريال مدريد) وإنجلترا (سيتي وليفربول) بحثا عن فريق مستقبلي لابن العشرين عاما. وفي خضم ما يحصل صرّح غوارديولا الجمعة بأن التداعيات الاقتصادية لفايروس كورونا قد تمنع متصدر الدوري الممتاز من إمكانية تعويض الهداف التاريخي أغويرو. رأى المدرب الإسباني أن سيتي الذي يقارع هذا الموسم على أربع جبهات ويسير بثبات نحو استعادة لقب الدوري الممتاز من ليفربول يملك ما يكفي من المواهب لكي يتعامل مع خسارة جهود أغويرو. وأشار ميكايل تسورك المدير الرياضي في دورتموند إلى نية هدافه هالاند قائلا “أنا مطمئن جدا لهذه القضية لأني أعرف ماذا يريد”. واعترف مدافع دورتموند ماتس هوملس بصعوبة المرحلة التي يمر بها فريقه قائلا “في حال كنت واقعيا حتى مع 6 أو 7 انتصارات من الصعب إنهاء (الدوري) في المركز الرابع”. وستكون مهمة الاحتفاظ بهالاند لخوض مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في الموسم المقبل صعبة بالنسبة إلى تسورك، بصعوبة مهمة المدافعين إيقاف الهداف النرويجي عن هز الشباك. ومن جانبهم يتحسّس مسؤولو سان جرمان خطاهم نحو التفكير في التعاقد مع النجم اليافع. وقالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في تقرير لها هذا الأسبوع إن إدارة الفريق الباريسي لديها ملفات أخرى ساخنة ومهمة للغاية، وأن التفاوض مع هالاند بوجه مكشوف يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية. وأوضحت الصحيفة أن تمديد تعاقد مبابي ونيمار، وكذلك شراء المهاجم الإيطالي مويس كين بعد انتهاء إعارته من إيفرتون بنهاية الموسم الجاري، وأيضا إمكانية التعاقد مع ليونيل ميسي في صفقة انتقال حر، هي أولويات ليوناردو المدير الرياضي للنادي الباريسي. لكنها أضافت أن هناك عجزا ماليا يزيد عن 200 مليون يورو يلوح في الأفق لدى إدارة سان جرمان بنهاية الموسم بينما ستتكلف صفقة هالاند ما يزيد عن 100 مليون يورو. واستدركت “ليكيب” قائلة إن “الاحتمال الوحيد الذي يدفع سان جرمان نحو هالاند هو بيع ماورو إيكاردي، أو مبابي إذا رفض تمديد تعاقده، وسمح النادي برحيله في الصيف المقبل”. وتابعت “وقتها يمكن للنادي الباريسي أن يفكر في التعاقد مع هالاند خاصة مع تفكير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تخفيف القيود الخاصة باللعب المالي النظيف، في ظل خسائر الأندية وسط جائحة كورونا”. وأكدت الصحيفة الفرنسية أن سان جرمان لن يترك نفسه بعيدا خلف الأندية الراغبة في ضم المهاجم النرويجي الشاب. وكشفت أن ما يعزز موقف النادي الباريسي هو قوة العلاقة بين ليوناردو ورايولا وكيل أعمال اللاعب، حيث قالت “لقد اعتاد الثنائي على العمل بسرعة وبشكل جيد، ولن يحتاجا إلى مفاوضات مطولة من أجل الوصول إلى اتفاق مشترك”.

مشاركة :