من أهم مايعن للوطن اليوم – هو إفتقاده لإنتماء حقيقى – من أهالى المحروسة – وخاصة الشباب – ولعل أجهزة الدولة السياسية والتنفيذية – والمعنيين بشئون الشباب – قد يؤرقهم جداً مثل هذا المقال – إن كانوا خاصة من المفضلين "دفن رؤوسهم فى الرمال "– " أو عاملين مش واخدين بالهم " !! والإنتماء شيىء هام وحيوى -لأى مجتمع أو أى أمة تطمح فى الوثوب إلى التقدم-سواء كان فى محور الأقتصاد – أو العلم والمعرفة – أو فى رفع مستوى المعيشة لسكان الوطن – أو حتى فى منافسة رياضية - !! والإنتماء المفقود فى مصر -نراه – فى كل مظاهر الحياة ( للأسف الشديد ) – نراه فى الشارع المصرى – حيث لا أحترام لمرور –ولا إحترام لقواعد أدابه –ولا إحترام للشارع ولأرصفته ( إن وجدت ) -حتى التعامل فيما بين زملاء الطريق ( سائقى سيارات )- ومشاه – لا إحترام لقواعد مبانى ونظام محلى " مفترى" " ومفترى عليه !!" – لا إحترام لإرادة الوطن أمام صناديق الأنتخابات ( أياً كانت نوعية الأنتخابات ) – لا إحترام لطوابير أمام شباك خدمة – "أو مخبز عيش "– لا أحترام لمريض يتطلع لهدوء الشارع أو السكان المحيطين بإقامته – لا إحترام لتخطيط – ولا إحترام للملكية العامة – وتصل أيضاَ لعدم أحترام الملكية الخاصة ( الغير محروسة من أصحابها ) ! كل هذه الظواهر – هى دلالة أكيدة لعدم الأنتماء لهذا الوطن – والأبتلاء باللامبالاة – وعدم الأكتراث !! وحينما نعود بالذاكرة لعدة سنوات مضت أو لعدة شهور – نجد أن تفجر الشعب بالأنتماء – ظهر حينما كانت مصر فى أحتفال أقليمى – لمسابقة كرة القدم بين دول قارة أفريقيا – وتنافست مصر صاحبة الأرض – وهى قبل دخول المنافسة – ( راهن المتخصصون ) على عدم قدرة الفريق المصرى على تخطى الأدوار الأولى فى المسابقة – وإذا بالإنتماء المصرى – كل شعب مصر أصر على التحدى – والوقوف وراء الفريق القومى – بصورة لم تحدث إلا فى مرات "معدودة" – وأغلبها حالة الحرب بين مصر وإسرائيل !! وإذا بنا ننتصر -ونفوز بالمسابقة ( كاسرين ) كل الحسابات المتخصصة – بالإنتماء ... فقط إنتماء الشعب لفريقة – ولإسم مصر – وإنتماء أعضاء الفريق للوطن – بهذه الروح – فازت مصر بكأس أفريقيا فى هذه الدورة ! ولعل ما أتمنى أن يعود لأرجاء المحروسة – هو سمة الإنتماء لمشروع قومى – مشروع وطنى – يلتف حوله الشعب – كانت المشروعات القومية فى الماضى القريب -متمثلة فى بناء مشروع مثل السد العالى – غنى له المصريون وحاربوا من أجلة – وساندوا القيادة السياسية فى سبيل تحدى تنفيذه – وأنشئت للمشروع وزارة سميت وزارة السد العالى – وهنا حينما نحسب المشروع بقيمته المالية –نجد أن مشروع مترو الأنفاق تعدت ميزانياته – ميزانية السد العالى عشرات المرات -ولكن لم يحظى بأن يكون مشروعاَ قومياَ – رغم كل فوائدة على أهل المحروسة!! ولعل ما يتم من إنشاء دولة حديثة من طرق وكبارى ومدن جديدة وإنهاء العشوائيات وإستبدالها بأحياء أدمية لسكان هذه المناطق التى حرمت من العناية الحكومية سنوات طويلة تستحق كلها أن تكون مشروعاً قومياً وحينما نتوقف قليلا لننظر حولنا – نجد أن مصر بصدد عدة مشروعات – يجب أن يلتف حولها شعب مصر – لدينا – مشروع تطوير التعليم – لدينا مشروع الإدارة المحلية وتطويرها – لدينا مشروع تنمية جنوب مصر – مشروعات كثيرة – لعل أغلبها تخضع لتوجهات الدولة السياسية والإدارية – ولكن الذى يشدنى بأن التوجهات كلها تسعى لتحقيق " جول" فى هذه المشروعات الوطنية والتى تتميز بإسم القومية – ماذا نحتاج لكى يستنفر المصريون كل قواهم .. وإنتمائاتهم .. لكى نحقق نجاح فى تلك المشروعات ؟؟ ماذا ينقصنا لكى نترجم أحلامنا إلى تطبيق عملى – وننفذ مانحلم به ؟؟ إن سمة المشروعات القومية هى ( الأنتماء )-الإنتماء لهذا الوطن والإحساس بأننا مشاركين فى إدارتة – وفى جدوى نفع تلك المشروعات لأهل المحروسة .. وهذا لن يتأتى إلا بالوقوف – وقفة رجل واحد أمام تحديد مستقبل هذا الوطن والعمل جميعاً إلى أن نصبوا إليه . [email protected]
مشاركة :