يحذر الأطباء من الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية، رغم فوائدها الكثيرة للكبار والصغار، لكن الاعتدال مطلوب في استخدامها، إذ أثبتت الدراسات العلمية أن لاستخدام هذه الأجهزة اللوحية غير المقنن تأثيرًا سلبيًا الواضح على السمنة والنوم والتطور اللغوي والذهني والتواصل مع الأهل، أما تأثيرها على النطق فقد أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول في استخدام هذه الأجهزة يتأثر تطور نطقهم وتخاطبهم سلبيًا مقارنة بأقرانهم من المعتدلين في استخدامها.تأخر النطقوأوضح استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال وجراحات مجرى النفس د. يوسف الجذلاني، أن هناك دراسة اعتمدت على مقارنة مجموعة من الأطفال الأصحاء بنفس الخصائص الصحية والفئة العمرية، ووجدوا أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لمدة 3 ساعات فأكثر عُرضة لتأخر النطق 3 أضعاف مَنْ يشاهد التلفاز لساعة أو أقل، وتزداد النسبة كلما زادت نسبة المشاهدة.دعم لا محدودوأوضح أن مشاكل السمع لدى الأطفال إما قد تكون نتيجة مشاكل خَلقية أو مكتسبة، قائلا: «نحن بالمملكة محظوظون بهذا البلد -ولله الحمد- بدعم ولاة الأمر اللا محدود وحرصهم على صحة كل فرد في هذا ومن أمثلتها وجود برنامج وطني لفحص السمع لكل المواليد، الذي أثبت نجاحه وأهميته في كشف ضعف السمع ومن ثم التدخل المبكر عند الحاجة».منذ الولادةوأشار إلى أن المشاكل الخلقية تكون عادة منذ الولادة، ولكنها قد تتأخر قليلًا وتظهر لاحقًا، ومن أهم مسبباتها بعض الالتهابات المنتقلة من الأم أثناء الولادة، أو مشاكل في تخلّق أجزاء من الأذن، أو اضطرابات جينية تؤثر فورًا أو لاحقًا على الطفل، وتزيد هذه الاحتمالات مع الأطفال الخدج والمنومين في العناية المركزة للمواليد، إذ تصل نسبة ضعف السمع إلى 7.5 % عند المواليد بين الأسبوعين 24 و31 من الحمل.أسباب مكتسبةوعن الأسباب المكتسبة، قال: تُعزى إلى الإصابات والالتهابات وبعض العلاجات المؤذية للأذن، أو بعض الأمراض المناعية، والإصابات قد تكون مباشرة على الأذن أو إصابات الرأس والدماغ، والالتهابات، وأهمها الحصبة والتهاب السحايا.الحوارات المبكرةوأكد أن الحوارات مع الأسرة تنمي قدرة الطفل على التخاطب، وأن الحوارات المبكرة من أهم أسس تطور اللغة والتخاطب، قائلا: «الخطوة الأولى هي الاستماع الصحيح للكلمات والجمل، ومحاولة فهم معانيها ومن ثم تطبيقها على الواقع بمساعدة الوالدين والأهل، وكلما كان التفاعل مبكرًا زادت نسب تعلم الطفل اللغة والتخاطب بشكل أكبر».فحص فوريونوه إلى أنه عند التأخر في النطق، يجب علينا فورًا فحص السمع، والكشف المبكر عن مشاكل صحية أخرى قد تسهم في تأخر النطق، مثل تأخر النمو الشامل ونقص الذكاء، والتوحد أو بعض المتلازمات كمتلازمة داون، وتوجد بعض الاستبيانات، التي قد تفيد في الكشف المبكر عن تأخر النطق، وفي الوقت نفسه يجب تحويل المريض لأخصائي التخاطب؛ للتقييم وبدء جلسات علاجية في أقرب وقت ممكن، فمتخصصو السمعيات والتخاطب هم حجر الأساس في تشخيص وعلاج مثل هذه الأمراض وغيرها الكثير.الطفل الأولواختتم بقوله: كان يُعتقد سابقًا أن الأطفال اللاحقين بعد الطفل الأول أكثر عرضة لتأخر النطق؛ لاعتقادهم أنه يسمع الخطاب الموجه له أقل من الطفل الأول، لكن الدراسات الحالية أثبتت أن التأخر في النطق متشابه بينهم، ولا توجد فروقات.البورد السعودييُذكر أن د. يوسف الجذلاني حاصل على شهادتي البورد السعودي وبورد جامعة الملك سعود في تخصص جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وأيضا زمالة جامعة الملك سعود للتخصص الدقيق في جراحة الأنف والأذن والحنجرة لدى الأطفال، وجراحات مجرى النفس.
مشاركة :