ما لم يقله بوش قاله تشيني

  • 9/21/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ربما لأول مرة يكشف مسؤول أمريكي كبير تورط ايران في ضربة 11 سبتمبر مؤكداً ان امريكا تملك الأدلة على ذلك. فديك تشيني ليس مجرد نائب للرئيس بوش الابن كما هو حال آل غور نائب كلينتون بل كان تشيني أحد أبرز صناع القرار في الادارة الامريكية في حقبة بوش الابن وهي حقبة كانت حُبلى بالاحداث والاسرار. ديك تشيني أحد ابرز واضعي استراتيجية ما سُمىَّ بالحرب الاستباقية أو الوقائية التي اعتمدتها أمريكا خلال 8 سنوات حافلة بالحروب الاستباقية وغيرها.. يتهم النظام الايراني علناً وفي محاضرة له بمعهد انتربرايز بذلك ويكشف او يشير الى وثائق لدى امريكا تثبت ذلك ولكننا نعتقد أنها لن تخرج الى العلن خلال رئاسة اوباما الذي يحرص كل الحرص على المضي في الاتفاق النووي مع ايران ولا يقبل بنشر وثائق واسرار تعرقل اتفاقه الذي يعتبره انجازاً وربما كان انجازه الوحيد رغم كل المخاوف المثارة حول هذا الاتفاق ونتائجه في امريكا. ما يعنينا كعرب وكخليجيين بالدرجة الاولى هو الكشف عن تورط ايران في احداث 11 سبتمبر والعلاقة مع القاعدة وبالتأكيد التنظيمات التي خرجت من رحم القاعدة او خرجت من خيمة القاعدة باسماء وعناوين عديدة ونشرت رعبها في العالم وداعش ليست ببعيدة عنها. ايران كما اشار الباحث الاستاذ عبدالله النفيسي لاعب شطرنج ماهر ولكن غلطة الماهر بألف ولاسيما في لعبة الشطرنج السياسية أو الشطرنج السياسي الذي تمارس ايران على رقعته نشاطاً برزت أخطاؤه واضحةً للعيان خلال السنوات الأخيرة. وهي أخطاء وتورطات لا يمكن للنظام الايراني ان يدفع عنها أو ينفيها ويمسح بصماته من فوقها مهما بذل ووزع وزير خارجيته ابتساماته الدبلوماسية على الصحافة ووسائل الاعلام. فالذاكرة العربية ما زالت تستدعي علامات استفهام كبيرة حول احتضان نظام الملالي لعدد من قادة القاعدة وفي مقدمتهم سليمان بوغيث الناطق باسم القاعدة حين اقاموا في ضواحي طهران وفي فلل راقية خصصها لهم النظام بعد الهجوم الامريكي على افغانستان. ما يكشف ان ثمة تفاهمات سرية بين القاعدة وايران التي ظلت طوال هذه السنوات بمنأى عن أي اعتداء من القاعدة او من تنظيماتها المتفرعة بما فيها داعش. اليس الامر بغريب ويمكن ربطه بما كشفه تشيني ما يعني مباشرة ان نظام الملالي نسج علاقات مصلحية ولربما كان له دور في اضطراب المشهد والوقوف على تفاصيل هذه العلاقة الغامضة وكشف اسرارها المخبوءة سيضعنا امام حالة اخرى من النشاط الايراني مع تنظيمات ارهابية في المنطقة كان الكثيرون منا يعتقدون ان الاختلاف العقائدي بين الطرفين سيحول دون نسج هذه العلاقات وسيمنع أي شكلٍ من أشكال التفاهمات ناهيك عن التعاون والتمويل والتسهيلات اللوجستية. ايران الملالي تفاهمت الى أبعد الحدود وتعاونت بعمق مع الشيطان الاكبر وبسرعة البرق اختفت شعارات الموت لأمريكا من شوارع طهران. وهذه البراغمائية النفعية السطمية تكشف للمراقب وبسهولة ان نظام طهران على أهبة الاستعداد لعقد صفقات سرية وعلنية خدمة لمشروعه الاساسي التوسع والهيمنة على المنطقة وهو في ذلك يسلك كل السُبل دون اعتبار يذكر للعقيدة او المذهب او الطائفة التي يرفعها هي الاخرى خدمةً لمشروعه الخاص ويجيرها ويطوعها للتحشيد وكسب الانصار والمتعاطفين بشكل تضليلي كسب من خلاله فطاعاتٍ من السذج الذين غرر بهم الشعار وسيصطدمهم الواقع وحقيقة الشعار. ديك نشيني لم يفجر قنبلةً معلوماتية ولكنه اقترب منها واعترف بوجودها الوثائق فهل تنشرها المؤسسة الامريكية الكبرى؟؟ هذا سؤال آخر وسط واقع عالمي ازدحم بالألغاز والاسرار.

مشاركة :