يعد تناقض التناول الإعلامي لقنوات الإخوان مع قضية سد النهضة، دليلا واضحا يفضح تآمرهم ضد مصر، بالوقوف الدائم فى صفوف الأعداء. وشهدت الفترة الأخيرة تناولا إعلاميا مغرضا ومضللا، من قنوات الإخوان لموقف مصر في قضية سد النهضة، حيث حرص مقدمو هذه البرامج أمثال حمزة زوبع، ومحمد ناصر، ومحمد علي، وغيرهم على انتقاد موقف مصر عندما أعلنت إصرارها على المفاوضات، وطالبوا بمحاربة إثيوبيا. وعندما أعلنت مصر أن كل الخيارات مفتوحة أمام التعنت الإثيوبي، خرجت أبواق الجماعة، لتنتقد تلويح مصر بالحرب، في تناقض واضح يؤكد إصرارهم على البقاء في خندق العدو، مهما كانت النتائج. معارضة مسمومة واعتادت جماعة الإخوان وأبواقها على ممارسة مختلف أنواع المعارضة المسمومة ضد مصر، وذلك بالانتقاد الدائم لمواقفها حتى في اللحظات الحرجة، والمواقف التي اتفق العالم كله على عدالة رؤية مصر فيها. محمد ناصر الإعلامي الإخواني سخر برنامجه على قناة مكملين، طوال الشهور الماضية، لانتقاد إصرار مصر على التفاوض، معتبرا أن الحرب هي السبيل الوحيد لتأديب الإثيوبيين في ظل تعنتهم. وفجأة بمجرد إعلان مصر أن كل الخيارات مفتوحة، خرج محمد ناصر، الداعي للحرب، ليناقض نفسه، ويتهم مصر بأنها تسعى لإشعال الحرب وأن هذا غير مفيد في حل أزمة سد النهضة. بدوره كرس حمزة زوبع حلقات طويلة من برنامجه، للتساؤل عن أسباب عدم لجوء مصر للخيار العسكري متسائلا: "لما متحاربش علشان المياه هتحارب علشان إيه؟". وكغيره تحول موقف زوبع إلى النقيض، بمجرد تصاعد الحديث عن احتمالات لجوء مصر للحل العسكري. وقال زوبع: إن الحل العسكري غير مناسب، وتساءل: "هو انت عارف يعني إيه حرب، طبب هل أنت مستعد اقتصاديا للحرب؟". ويشير هذا التناقض، إلى أن زوبع أيضا، يصر على أن يضع نفسه في خانة العدو، ولو اضطر إلى إطلاق آراء متناقضة. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لباقي إعلاميي الجماعة، الذين ساروا على نهج القطيع، هجوما على مصر في الموقف وعكسه معا. خونة ومرتزقة ووصف الأستاذ الدكتور عبد الراضي عبد المحسن، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إعلاميي الجماعة بأنهم مجموعة من المرتزقة والخونة، الذين باعوا قضايا وطنهم المصيرية، مقابل إرضاء أسيادهم من قادة وكهنة الجماعة. وأشار إلى أن التناقض الواضح في موقف إعلام الإخوان إزاء قضية سد النهضة، لا يراعي حساسية هذه القضية، وخطورة تأثيرها على الأجيال القادمة من المصريين. وطالب عبد المحسن الشعب المصري بعدم الالتفات لما تصدره قنوات الإخوان من معلومات متناقضة ومغلوطة ضد مصر، مؤكدا أنه سيأتي يوم يحاسب فيه الشعب المصري، هؤلاء المرتزقة والخونة، على موقفهم ضد الوطن.