تتفاوت الميول وتختلف الأهواء وتتلون القلوب بما فيها من دماء، ويتحول الأمر إلى شيء أكثر شراسة وتطرفًا في الانتماء، فيوالي كل ذي لون لونه الذي يرتديه فريقه موالاة تصل نحو الآخرين حد البغضاء. تحظى كل الأندية الكبرى بمشجعين تجمعهم رابطة فعلية على أرض الواقع، كما في العالم الافتراضي، تقف مع اللاعبين وتؤازهم وتتبع أخبارهم، وتهزج في المناسبات الكبرى بالجديد المناسب للأحداث والبطولات في سبيل الصعود للمنصات. هذه الأيام تزخر المواقع بأخبار انتقالات اللاعبين وتعيين الرؤساء وعقود الرعاية، وتتسابق النوادي في إعداد العدة للموسم المقبل بأجانب من الطراز العالمي، وينشغل الرأي الرياضي المحلي بذلك كل الانشغال. دائما ما يقودني ذلك إلى تساؤل لا أعلم كم طبيعيًا سيبدو وهو: لماذا لا يتم التركيز متابعي «اللعبة الحلوة» الذين لا يشجعون ناديًا بعينه لكنهم مستعدون تمامًا لمؤازرة المنتخب بدافع وطني كروي محض؟، فالفريق الذي يضم الأفضل من كل نادٍ يمثل الوطن بكل ألوانه، ويكفي ذلك دافعًا لتفضيله على كل الفرق، أتحدث هنا عمن يتابع المنتخب كمنتخب وطني، وليس كفريق يضم عددًا من لاعبي فريقه المفضل، وليس كفريق يضم لاعبي فريق آخر منافس، فيترصد لهم الزلات ويبدأ التراشق بينه وبين الآخرين. أولئك المشجعون هم من يستحقون أن يخدمهم الإعلام الرياضي حقًا، وهم من يستحقون رابطة تليق بمستوى رقي فريقهم وسمو فكرهم، فحري بالإعلام أن يركز على أخبار المنتخبات بفئاتها ويعمل على «تلميعها» كما يصنع مع الأندية الكبار، وكم من الجميل رؤية «رابطة مشجعي المنتخب»، فقط المنتخب.
مشاركة :