حجاج بيت الله الحرام يحجون .. ويُتاجرون أيضاً

  • 9/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«وأذن في الناس بالحج» نداء إلهي بالتجمع في مكة المكرمة، بعد أن أتوا إليها من «كل فجٍ عميق»، «ليشهدوا منافع لهم» إلى جانب الهدف الأساسي «ذكر الله» وأداء مناسك الحج. وتتعدد منافع «الحج»، فإلى الجانب الديني من أداء المناسك، يأتي الجانب المادي وتحصيل المكاسب، مثل التجارة في السلع التي يجلبها الحجاج معهم، أو يشترونها من مكة المكرمة. «حج وبيع سبح» مثل دارج في المجتمعات العربية، إذ كان غالبية الحجاج يتكسبون بعض النقود، تعويضاً عن ما أنفقوه خلال رحلتهم لأداء المناسك، وتغطية مصاريفه، وذلك ببيع السلع التي تمثل حضاراتهم، وأبرزها «السبح»، التي يحرص الحجاج على اقتنائها وتقديمها هدايا لذويهم ومعارفهم عند عودتهم. وكان كمال أحمد يضرب «عصفورين بحجر» على حد قوله، إذ كان يؤدي مناسك الحج ويتاجر ببضاعته في الوقت ذاته، موضحاً لـ«الحياة» أنه كان يفترش بسطته لبيع السبح والميداليات والسجاد على الحجاج ليسترزق منها. وقال: «غالبية الحجاج يعوضون كلفة رحلتهم إلى مكة المكرمة ببيع بضاعتهم التي قدموا بها من بلادهم، ومن خلالها يتحقق جزء من منافع الحج، والتعرف على الحضارات الأخرى».وأكد أحد العاملين في موسم الحج سامي محمد لـ«الحياة» أن المثل «حج وبيع سبح» لا زال مترجماً على أرض الواقع حتى الآن، إذ تفترش «منى» خلال أيام الحج بالبسطات من قبل بعض الحجاج، لبيع بضاعتهم البسيطة، مشيراً إلى أن حجاج نيجيريا أكثر من يمتهنون البيع خلال الموسم. فيما أفاد ابن المطوف رويد صفطة أن ظاهرة افتراش البسطات للبيع خلال أيام الحج «مُعتاد عليها في المواسم». وقال لـ«الحياة»: «تحوي البسطات بضائع متنوعة، أبرزها صور الحرمين الشريفين، والسبح، وسجاد الصلاة، والميداليات وغيرها من الأغراض التذكارية». وأضاف: «تجارة الحجاج خلال الموسم عرفت الشعوب على منتجات أقرانهم، إذ اشتهر حجاج روسيا ببيع عكاكيز الخشب، والمناظير، وعباءات الصوف المصنوعة بخيوط «الكورشيه». واشتهر حجاج أفريقيا ببيع الأكلات والملابس الشعبية». بيد أن التجارة لا تقتصر على الحجاج القادمين من الخارج، إذ يُعد موسم الحج فرصة للتجارة لشبان مكة المكرمة، إذ أجمعوا أن مكاسبهم المادية «كبيرة»، مرجعين ذلك إلى «محدودية المكان وتنوع الحضارات التي ترغب في التعرف على غيرها». واعتاد أحمد سالم (25 عاماً) على تجهيز بضاعته الموسمية التي يمتهنها كل عام، والتي يؤكد على مكسبها المربح. وقال سالم: «أعمل على تجهيز بضاعتي المكونة من المواد الغذائية والمشروبات الباردة، لأخرج بها إلى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، فالعائد منها كبير، إذ يفد على بسطتي الكثير من الحجاج المارة». أما الشاب عبدالواحد الزهراني (30 عاماً)، فيعتبر التجارة خلال موسم الحج «فرصة ثمينة»، إذ إن مكاسبه من بيع التمور في المشاعر المقدسة، تمكنه من الصرف على نفسه طوال ستة أشهر، مبيناً أنه ينتهج هذا المسلك منذ أعوام. وروى عبدالله الغامدي أن التجارة في موسم الحج تعود عليه بالنفع، من خلال التعرف على أساليب الحجاج ومخالطتهم، خصوصاً أن بضاعته تتطلب الشرح والتعريف، والتي تتنوع بين أشرطة المقرئين، وعباءات الصلاة، والسجاد، والسبح، وصور بعض الآثار ومناطق المملكة، ومجسمات الحرمين الشريفين.

مشاركة :