«صندوق النقد»: لبنان يحتاج تغييرات جذرية و«منحاً»

  • 4/12/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي أن لبنان لا يمكنه أن ينتشل نفسه من الأزمة الاقتصادية من دون حكومة جديدة تجري تغييرات وتطلق إصلاحات تأخرت كثيراً. وتخلف لبنان عن سداد ديونه العام الماضي، وهو ما أدى لانهيار العملة وانكماش الاقتصاد 25 في المئة خلال 2020، وفقاً لتقرير لصندوق النقد الأسبوع الماضي. وفي الأشهر الأخيرة، تفاقم الخلاف بشأن تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يؤخر إحياء محادثات تمويل مع الصندوق. وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق: «لا يمكن أن يحدث تغيير في الاتجاه بالقطعة، ويتطلب الأمر توجهاً شاملاً». وتابع: إن الإصلاحات ينبغي أن تركز على القطاع المالي والميزانية والحوكمة والفساد والمرافق الخاسرة التي أسهمت في ارتفاع الدين. وقال: «في غياب حكومة جديدة يمكنها قيادة هذا التحول، من الصعب للغاية توقع أن يتحسن الوضع من تلقاء نفسه»، ليضم صوته إلى مجموعة من المسؤولين يطالبون بوضع نهاية للخلافات بشأن تشكيل الحكومة. وبدأت أزمة لبنان قبل الجائحة، وتسارعت بعد انفجار ميناء بيروت في أغسطس الماضي، الذي أسفر عن مقتل 200 شخص. وأفاد أزعور بأن ثمة حاجة لدعم دولي من خلال المنح. وقال: «لبنان يحتاج تمويلاً ضخماً من أجل إنعاش الاقتصاد، كي يتيح للبلد السير على مسار الإصلاح الذي سيستغرق وقتاً، لكنه في أمس الحاجة إليه». وأضاف: «لبنان يحتاج لإعادة بناء الثقة بين مواطنيه والمستثمرين والمجتمع الدولي، وحزمة الإصلاح نقطة البداية، ومن أجل ذلك تحتاجون إلى حكومة جديدة تقود تطبيق برنامج الإصلاح هذا». ويؤكد كثير من اللبنانيين أن ما يشكون منه حالياً، تحت وطأة الانهيار الاقتصادي منذ عام 2019 والتدهور الجنوني لليرة والخوف من العوز، لم يشهدوه حتى في أسوأ أيام الحرب الأهلية، خلال الفترة بين 1975 و1990، التي يحيي لبنان الثلاثاء الذكرى الـ46 لاندلاعها. ويقولون: «كانت مخاوفنا أن نموت جراء قذيفة أو قناص، لكن الآن كل شيء يخيفنا، المرض والفقر والجوع». وجاء الانهيار الاقتصادي الأخير ليشكّل أسوأ أزمات لبنان ونتج عن سنوات من الإهمال وسوء الإدارة والأزمات السياسية المتتالية. وبات معه أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة. وخلال الأسابيع الماضية، شهدت متاجر إشكالات بين زبائن كانوا يتهافتون على سلع مدعومة من الدولة، وبات العثور على أدوية أو حليب للأطفال أشبه برحلة بحث عن كنز مفقود، وهو ما لم يحصل خلال الحرب الأهلية إلا نادراً ولفترة محدودة. وباتت عائلات كثيرة في لبنان تعتاش من مساعدات وإعانات تقدمها جهات مانحة أو حتى أحزاب.

مشاركة :