قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء، وفيما أكد مصدر أمني يمني مقتل مسؤول أمني موالٍ للحوثيين، في كمين نصبه مقاتلو المقاومة الشعبية بمحافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، أفرج المتمردون الحوثيون عن ستة أجانب كانوا يحتجزونهم، حيث توجه الأجانب المفرج عنهم برفقة وفد تابع للحوثيين، إلى مسقط حسب ما أفادت مصادر أمنية وأخرى من الحوثيين. وفي التفاصيل.. قال سكان محليون إن قصف طيران التحالف استهدف مدرسة الحرس الجمهوري ومقر قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة. وهزت انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة. وفي محافظة البيضاء (168كم)، جنوب شرق العاصمة صنعاء، جدد طيران التحالف العربي غاراته على تجمعات ومواقع للحوثيين وقوات صالح، حسب مصادر محلية. وذكرت المصادر أن الغارات استهدفت المجمع الحكومي للمحافظة، ومقر قوات النجدة ونقطة عزة بمدينة البيضاء، كما استهدفت موقع قمة جبل حيد السماء الاستراتيجي بمديرية ذي ناعم. وأوضحت المصادر أن دوي انفجارات عنيفة سمع، وتصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بكثافة من المواقع المستهدفة، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين لم يتسن لها تحديد أعدادهم. وتعرض الحوثيون وقوات صالح، خلال اليومين الماضيين، لخسائر فادحة في الأرواح والآليات بعد عشرات الغارات التي شنها طيران التحالف على مواقع وتجمعات لهم في محافظة البيضاء. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني يمني، أمس، مقتل مسؤول أمني موالٍ للحوثيين في كمين نصبه مقاتلو المقاومة الشعبية بمحافظة إب (193 كم)، جنوب العاصمة صنعاء. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المقاومة الشعبية في منطقة طبيع بمديرية بعدان ألقت عبوة ناسفة على دورية تابعة للحوثيين، أسفرت عن مقتل المسؤول الأمني للحوثيين أبوهاشم الفلاحي وثلاثة آخرين. في الأثناء، أفرج المتمردون الحوثيون، أمس، عن ستة أجانب كانوا يحتجزونهم، بينهم ثلاثة أميركيين وسعوديان وبريطاني، فيما توجه الأجانب المفرج عنهم برفقة وفد تابع للحوثيين والرئيس المخاوع صالح، إلى مسقط، حسب ما أفادت مصادر أمنية وأخرى من الحوثيين. وقال مسؤول في التمرد، لوكالة فرانس برس، إن الحوثيين أفرجوا عن ستة رهائن، وهم ثلاثة أميركيين واثنان سعوديان وبريطاني، ونقلوا على متن طائرة عمانية إلى مسقط. من جانبه، قال مصدر أمني إن ستة أجانب على متن طائرة اتجهوا إلى مسقط برفقة الوفد الحوثي، والمؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح. وفي مطار صنعاء، قال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، وهو جزء من الوفد إلى مسقط، إن تسليم الأجانب إلى عمان نعم ممكن. وقالت قناة العربية إن طائرة تقل وفداً حوثياً، وعلى متنها رهائن من ثلاث جنسيات غادرت صنعاء إلى مسقط، لتسليم الرهائن إلى الوسيط العماني، والرهائن جميعهم مدنيون، اثنان منهم من الجنسية السعودية وثلاثة أميركيين وبريطاني، وكان قد تم اختطافهم من قبل ميليشيات الحوثي في بداية عاصفة الحزم، أي قبل 180 يوماً. بينما كشفت مصادر أمنية وعسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء أن مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر من الحرس الجمهوري، وقوات تابعة للمتمردين الحوثيين في معسكرات عدة في صنعاء، وذلك على خلفية رفض جنود وضباط من الحرس الجمهوري تنفيذ قرارات حوثية، بالتوجه نحو محافظتي مأرب وصعدة. وأوضحت المصادر أن المتمردين حاولوا سحب أسلحة جنود وضباط بالقوة، ما تسبب في حدوث مواجهات مسلحة، راح ضحيتها نحو 10 قتلى وعدد من الجرحى من الطرفين. وكانت خلافات مماثلة قد اندلعت مراراً في أوقات سابقة، بسبب رفض عناصر من الحرس الجمهوري الانصياع لتعليمات الميليشيات الحوثية، وعدم تنفيذ أوامر بالمشاركة في القتال الذي يدور في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، كما أن قيادات في الحرس أعلنت ولاءها للجيش الموالي للشرعية. وتعيش ميليشيات الحوثي حالة من التشتت والانهيار، بسبب تقدم القوات المشتركة والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب بدعم وغطاء جوي من قوات التحالف. وهو الوضع نفسه الذي كان سائداً قبل استعادة المقاومة والجيش الوطني لعدد من المحافظات والمدن، كما حدث في قاعدة العند الجوية، عندما بادرت أعداد كبيرة من جنود وضباط الحرس الجمهوري إلى الاستسلام للمقاومة والجيش الوطني بكامل أسلحتهم وعتادهم، بمجرد اندلاع المواجهات. وأفادت مصادر من المقاومة الشعبية اليمنية، أمس، باستمرار الحوثيين في قصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي وعنيف في محافظة تعز. وقالت المصادر إن القصف تركز على أحياء الدحي وصينة والكشار بمنطقة صبر، إلى جانب حي ثعبات. ولفتت إلى أن حصيلة القتلى والجرحى في صفوف المدنيين تتزايد بين فترة وأخرى، جراء القصف المتواصل. وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن الاشتباكات المسلحة لاتزال مستمرة منذ السبت بين الحوثيين المدعومين بالقوات الموالية لصالح، والمقاومة الشعبية في منطقة الدحي. وأشارت إلى أن الحوثيين وقوات صالح شنوا هجمات عدة على تلك المنطقة، في محاولة منهم للتقدم نحوها إلا أن المقاومة صدت تلك الهجمات، وأجبرتهم على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وتفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في محافظة تعز، جراء استمرار المواجهات بين الطرفين، إلى جانب استمرار تضييق الخناق على المدينة من قبل الحوثيين وقوات صالح، على الرغم من استهدافهم بشكل مستمر من قبل طيران التحالف. وفي السعودية أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، أمس، استشهاد اثنين من عناصر حرس الحدود، في تبادل لإطلاق النار مع المتمردين اليمنيين في منطقة نجران (جنوب غرب) المملكة. وقال اللواء منصور التركي، في بيان أمس، إن إحدى دوريات حرس الحدود بمنطقة نجران، تعرضت لإطلاق نار كثيف وقذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، صباح أمس، حيث تم الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف. وأوضح اللواء التركي أن تبادل إطلاق النار نتج عنه استشهاد الجندي أول حسين مهدي آل حارث، والجندي أول علي إبراهيم الخالدي.
مشاركة :