بدأ ظهر أمس الأحد العمل بوقف لإطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال غرب سوريا، بعد التوصل إلى اتفاق على هدنة لم تُحدد مدتها، ودخل 75 مقاتلاً من المعارضة إلى الأراضي السورية بعد تلقيهم تدريبات على يد الأمريكيين في تركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس تشهد مدينة الزبداني وبلدتا الفوعة وكفريا هدوءاً تاماً منذ الساعة الثانية عشرة منتصف نهار أمس الأحد، مشيراً إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار. وتوصلت قوات النظام ومسلحون موالون لها من جهة وفصائل مقاتلة من جهة أخرى إلى اتفاق هدنة هو الثالث من نوعه خلال خمسة أسابيع. وأوقف المقاتلون من الطرفين عملياتهم العسكرية صباح امس في البلدات الثلاث، وبحسب المرصد، لم ترد أي معلومات حول مدة وقف إطلاق النار، لكن المفاوضات مستمرة للتوصل إلى اتفاق أوسع. وأشار عضو في المجلس المحلي لمدينة الزبداني إلى تكتم شديد على تفاصيل الاتفاق مضيفاً : لم يحدد موعد لانتهاء الهدنة. وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو/تموز هجوماً عنيفاً على مدينة الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها، بحسب ما يقول المرصد. ورداً على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين واللتين يقيم فيهما موالون للنظام. ويأتي وقف إطلاق النار الأحد بعد هجوم عنيف شنته فصائل جيش الفتح في اليومين الأخيرين على بلدتي الفوعة وكفريا، بدأ الجمعة بتفجير تسع سيارات مفخخة على الأقل في محيط البلدتين، نفذ انتحاريون سبعة منها. وبحسب المرصد، تسببت التفجيرات والمعارك بمقتل 66 مقاتلاً من الفصائل المسلحة وأربعين من المسلحين الموالين للنظام وسبعة مدنيين. وبات وجود النظام في محافظة ادلب يقتصر على المسلحين الموالين له في بلدتي الفوعة وكفريا. في شمال البلاد، قتل 14 شخصاً بينهم خمسة أطفال من جراء سقوط قذائف على حي الميدان في مدينة حلب. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل 14 شخصاً وإصابة 25 شخصاً من جراء قذائف صاروخية أطلقتها المعارضة على حي الميدان الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب. من جهة أخرى دخل 75 مقاتلاً من فصائل المعارضة السورية تلقوا تدريبات عسكرية باشراف الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن في تركيا، إلى محافظة حلب في شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 75 مقاتلاً جديداً دخلوا إلى محافظة حلب بين ليل الجمعة وصباح السبت بعد أن خضعوا لدورة تدريبية على يد مدربين أمريكيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا. وأضاف أن المجموعة دخلت ضمن موكب مؤلف من 12 عربة مزودين بأسلحة خفيفة وذخائر تحت غطاء جوي من الائتلاف الدولي. وبحسب المرصد، دخلت المجموعة الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي، سالكة طريق الإمداد الرئيسية للمقاتلين والعتاد إلى محافظة حلب. وأوضح عبد الرحمن أن المقاتلين المدربين حديثاً انتشروا لتأمين الدعم لمجموعتين، الأولى هي الفرقة 30 التي سبق وتلقت تدريبات أمريكية، بالإضافة إلى لواء صقور الجبل. (وكالات)
مشاركة :