يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان، رغم اشتداد جائحة كورونا، وفي ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية جرّاء استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الـ15 على التوالي. وزيّن السكان واجهات المحال التجارية، وجدران المنازل، والحارات الضيّقة، بالفوانيس والمصابيح المُضيئة. ويرى الفلسطينيون أن اشتداد الجائحة لا يجب أن يُغيّب مظاهر استقبال رمضان، كما يقولون لوكالة "الأناضول". وبداية شهر/ مارس آذار الماضي، بدأت موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا، في قطاع غزة، ترافقت مع اكتشاف الطفرة البريطانية سريعة الانتشار. وفاقمت جائحة كورونا، من تردّي الأوضاع الاقتصادية التي عانت من حالة انهيار، جرّاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع المفروض عليه منذ 2006، ما تسبب بارتفاع نسب الفقر والبطالة. ويبلغ عدد العاطلين عن العمل في القطاع، الذي يقطنه نحو 2 مليون نسمة، حوالي 232 ألفا، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. كذلك، يعاني نصف سكان غزة من الفقر، بحسب إحصائية للمرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مقرها جنيف)، أصدرها أواخر يناير/كانون الثاني 2020. **ظروف صعبة مدير العلاقات العامة بغرفة تجارة غزة ماهر الطباع، قال لـ"الأناضول"، إن رمضان يمر على القطاع في "ظل ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية". وبيّن أن آلاف العمّال الفلسطينيين تعطّلت وظائفهم، جرّاء جائحة فيروس كورونا، في ظل انعدام القدرة الشرائية لهم، وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة. وأوضح أن تراكم هذه الظروف شكّلت عامل ضغط على المواطنين "خاصة وأن احتياجات ومصاريف رمضان تمثّل 3 أضعاف الأشهر العادية". وأشار إلى أن أسعار المستلزمات الرمضانية شهدت هذا العام ارتفاعا "وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الشحن عالميا". ورغم ذلك، إلا أن أسواق غزة تشهد حركة نشطة نسبية، وفق الطبّاع، وذلك بسبب تزامن حلول الشهر الكريم مع بداية الشهر الميلادي، وصرف رواتب الموظفين، والمنحة القطرية المالية (وزّعت الأحد 100 ألف دولار، لـ100 ألف أسرة). **حركة الأسواق وداخل محل صغير، في سوق الزاوية الشعبي، شرق مدينة غزة، يرتّب الشاب حمدي بلبل، المواد الغذائية (المُعلّبة) الخاصة بتجهيزات رمضان بشكل جمالي، لجذب المواطنين، كما قال لـ"الأناضول". وتابع إن "الإقبال على شراء هذه المستلزمات الأساسية لم ينخفض"، مرجعا ذلك إلى "عدم استغناء السكان عنها". وذكر أن إجراءات الوقاية من كورونا تسببت بحالة إغلاق لعدة أيام في الأسبوع، في المقابل أدى ذلك إلى ازدحام السوق في الأيام الأُخرى. بجانبه، يُشعل بائع الزينة -المتنقّل- موسى مخيمر، أحد الفوانيس الرمضانية، التي يقتنيها الأطفال، لجذب المارّة. ويقول لوكالة "الأناضول"، إن تردّي الأوضاع الاقتصادية بغزة، لم يمنع الناس من اقتناء زينة رمضان. وتابع "سعر هذه الزينة، منخفض، ولا يشكّل عبئا ماديا على العائلات، لكنّها تُضفي الكثير من البهجة في قلوب الأطفال". **خوف من الجائحة بحذر شديد يتنقّل الفلسطيني أبو أنور البردويل، برفقة أبنائه، بين الباعة في سوق الزاوية، مرتدين الكمامة، الواقية من كورونا. ويقول لـ"الأناضول"، وهو يبحث عن المستلزمات الغذائية الخاصة بالسحور الرمضاني "نخرج رغم تردي الأوضاع الاقتصادية، لشراء المستلزمات الرمضانية". ويضيف إن "هذه المستلزمات، تفوق القدرة الشرائية للمواطن العادي، في ظل ارتفاع الأسعار، وانخفاض مستوى الدخل". ويبيّن أن المواطن "مضطر لشراء هذه المستلزمات، خاصة لدعم الطفل في صيامه، من خلال توفير احتياجاته كاملة". بجانبه، يقول الفلسطيني فاروق عمّار، الذي توجّه إلى السوق، لشراء التمر تحضيرا لرمضان، قال لـ"الأناضول"، إن الأسعار "مرتفعة نسبيا، مقارنة مع مستوى دخل الموظف العادي". وتابع، وهو يجول بعينيه بين المحال التجارية، إن سكان غزة "يوفّرون الاحتياجات الرمضانية، إما من خلال استدانة المال، أو بأقل القليل". وبيّن أن العائلات، رغم الفقر، تعمل جاهدة لتوفير تلك المستلزمات في منازلها لـ"تأمين جو رمضاني يُشعر الأطفال بالفرح". وذكر أن جائحة كورونا ألقت هي الأُخرى بظلالها السلبية على الوضع الاقتصادي، وتسببت بانعدام القدرة الشرائية لفئات واسعة من المجتمع، فضلا عن استمرار الحصار الإسرائيلي، للعام الـ15 على التوالي. لكنه طالب السكان بضرورة الالتزام بـ"إجراءات الوقاية من كورونا"، لمنع تفشّي الجائحة بشكل أكبر. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :