دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث كل أطراف النزاع في اليمن لاقتناص الفرصة والتفاوض بحسن نية ودون شروط مسبقة لحل هذا النزاع، فيما أكد وزير الخارجية الألماني أن هناك فرصة جديدة لإنهاء الحرب عبر الدبلوماسية. أكد المجتمعون أن الفرصة أصبحت سانحة لإنهاء أزمة اليمن عبر الدبلوماسية قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إن التسوية السياسية التفاوضية التي تلبي تطلعات اليمنيين هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ ست سنوات. وقال غريفيث في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في برلين اليوم الاثنين (12 ابريل/نيسان 2021) :"خلال هذه السنوات الست، افتقر اليمنيون بشكل متزايد ومروع إلى الغذاء والدواء. أكثر من ست سنوات بدون خدمات أساسية؛ مع تقييد الحركة داخل وحول وخارج البلاد؛ وأكثر من ست سنوات من حرمان أطفال اليمن من التعليم، وحرمانهم من مستقبلهم. لقد ضاع جيل كامل". وأضاف غريفيث: "أدعو كل أطراف النزاع الى اقتناص الفرصة السانحة الآن والتفاوض بحسن نية وبدون شروط مسبقة لحل هذا النزاع". حضر الاجتماع الذي يقف خلف الترتيب لانعقاده وزير الخارجية الألماني، ممثلين عن مجموعة "الدول الخمس+4" التي تم إنشاؤها في خريف عام 2019 من أجل اليمن. وتتكون من القوى الخمس التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا والسويد والكويت والاتحاد الأوروبي. خطة أممية لضمان وقف إطلاق النار وقال غريفيث الموجود في برلين للقاء ماس والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ إن الأمم المتحدة طرحت خطة لضمان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وإعادة فتح الطرق والسماح بحرية حركة المدنيين والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية، وتأمين فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية الدولية والوطنية، وضمان التدفق المنتظم للوقود والسلع التجارية الأخرى عبر موانئ الحديدة، وهي الأمور التي تتفاوض الأطراف المتحاربة بشأنها منذ أكثر من عام. وأوضح غريفيث أن الوضع الإنساني خصوصا بالنسبة للأطفال الذين "لم يتمكن معظمهم من الذهاب إلى المدرسة منذ ست سنوات وليس لديهم أي مستقبل" مأسوي مكررا مطلبه بان يوافق أطراف النزاع على المحادثات برعاية الأمم المتحدة. وتابع "الأمم المتحدة تعمل على خطة لضمان وقف إطلاق النار على المستوى الوطني ووقف كل المعارك وفتح الطرق بين شمال وجنوب البلاد لضمان حرية تنقل الأشخاص والمساعدات الإنسانية والسلع". ماس: هناك فرصة لإنهاء الحرب من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن هناك فرصة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن بعد تغيير المسار من قبل الولايات المتحدة. وقال ماس إن الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن "ملتزمة للغاية" بالحل السلمي للصراع اليمني. وقال إنه نتيجة لذلك، تغير سياق الصراع وأصبح الوقت مناسبًا "لاستعراض دبلوماسي للقوة" جديد. وأضاف أن "عرض السعودية بوقف إطلاق النار يظهر أن الرغبة في إجراء محادثات جادة موجودة بشكل أساسي"، وإنه في غضون ذلك "كان من الواضح لجميع الأطراف أنه لا يمكن كسب الصراع اليمني عسكريًا." وتابع ماس قائلاً: "إن أفكار العودة إلى عملية السلام مطروحة على الطاولة منذ فترة طويلة: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد ، وإجراءات بناء الثقة بين أطراف الصراع والمحادثات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة". هجمات الحوثي مستمرة من ناحية أخرى، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن اليوم ، تنفيذ عملية هجومية واسعة بـ 15 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية. وقال العميد يحيى سريع، الناطق العسكري باسم الحوثيين في بيان صحفي: "إن القوات المسلحة (تابعة للجماعة) استهدفت مصافي شركة أرامكو في منطقتي جدة والجبيل بـ10 طائرات مسيرة نوع صماد 3"، وأضاف: "كما تم استهداف مواقع عسكرية حساسة في منطقتي خميس مشيط وجيزان بـ5 طائرات مسيرة نوع قاصف تو كي وصاروخين بالستيين نوع بدر1". واطلق الحوثيون على هذه العملية الهجومية بـ"عملية الثلاثين من شعبان" ، مشيرين إلى أنها استمرت منذ مساء أمس الأول السبت وحتى فجر يومنا هذا الإثنين "وقد حققت أهدافها بنجاح". وأكد المتحدث العسكري للحوثيين، بأن عملياتهم مستمرة ومتصاعدة "طالما استمر العدوان (التحالف الداعم للشرعية) والحصار على بلدنا". ويستمر الحوثيون بالتصعيد العسكري ضد المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف الداعم للشرعية، في ظل استمرار المحاولات الدولية والأممية لإقناع الأطراف المتصارعة في اليمن بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سنوات، والعودة إلى طاولة المفاوضات. ويشهد اليمن حربا منذ ست سنوات بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية ودول عربية أخرى والمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران. وتحاول المجموعة الدولية بدون جدوى منذ أشهر التوصل الى حل سلمي للنزاع والأزمة الإنسانية في البلاد، وهي الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة. ع.ح./خ.س. (ا ف ب، د ب أ)
مشاركة :