ذات الرداء الأسود

  • 9/21/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شابة لا يتجاوز عمرها 30 عاما تجوب ردهات شركتها التي تخطى رأسمالها حاجز ثمانية مليارات دولار، ببدلتها السوداء التي تغطي قميصا أسود من القطن تتخذها زيا رسميا لها لا يفارقها أبدا! هذه الفتاة تدعى "إليزابيث هولمز" تتحدر من عائلة عريقة، لم تنتظر أن تأتيها الفرصة؛ بل صنعتها بنفسها، فبعد التحاقها بجامعة ستانفورد تخصص هندسة كيماوية لاحقت أستاذها في الهندسة الكيماوية شانينج روبرتسون، للسماح لها باستخدام معمله وقضت معظم وقتها في بدروم السكن الجامعي للعمل على مشروعها. بعد عام واحد لها في الكلية قررت كسر القاعدة وكفرت بمثلنا العربي الذي يقول "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة". تركت الجامعة ولكنها لم تترك الدراسة فأخذت دورات في الإدارة وتدربت في معهد جينومي في سنغافورة الذي يعمل على تطوير وسائل جديدة لاكتشاف الفيروسات. وأخذت المال الذي خصصه لها والداها لاستكمال دراستها وافتتحت به معمل تحاليل صغيرا يجري تحاليل الدم بعينة صغيرة تؤخذ من طرف الإصبع بدلا من سحب عينة دم كبيرة من المريض، فخوفها من وخز الإبر جعلها تبتكر تكنولوجيا جديدة تجعل تحاليل الدم أسهل، وأرخص وأقل ألما، فطورت أدوات وبرمجيات تسمح بسحب عينات الدم عن طريق وخز الإصبع، والاحتفاظ بالعينة في زجاجة صغيرة جدا أطلقت عليها "نانوتاينر" يمكن من خلالها إجراء مئات الفحوص من فحص مستوى الكوليسترول إلى التحاليل الوراثية المعقدة والفحوص التشخيصية التي قد تمكننا من تجنب الأمراض القاتلة! أسهمت هذه التقنية في توفير كثير من المعلومات بكفاءة عالية، كما اختصرت الوقت والإجراءات الروتينية للتحاليل في المستشفيات والمراكز الطبية، وأصبح بالإمكان الإطلاع على نتائج التحاليل في أربع ساعات فقط وبدقة متناهية، مع استبعاد عامل الخطأ البشري إذا علمنا أن أكثر من سبعة مليارات فحص مخبري يجرى سنويا في أمريكا، ويعتمد الأطباء على هذه الفحوص بنسبة 80 في المائة لتشخيص الأمراض أو اتخاذ القرارات الطبية. بحلم هولمز وابتكارها أصبح إجراء تحاليل الدم في أي صيدلية على ناصية الشارع أمرا ممكنا وبسيطا. وامتلكت هولمز 18 براءة اختراع أمريكية، و66 براءة اختراع خارج الولايات المتحدة، وصُنفت كمخترع مشارك في أكثر من 100 براءة اختراع. وخلال عشر سنوات وبقطرات الدم المختلطة بعرق عملها الدؤوب من الصباح حتى وقت النوم على مدار الأسبوع. دون أن تأخذ إجازة أو تمتلك تلفزيونا أو تخرج مع الأصدقاء بنت شركة ثيرانوز التي تعد من أضخم الشركات وعيّنت أستاذها في الجامعة روبرتسون مديرا لها ويضم مجلس إدارتها أعضاء وشركاء من الكونجرس الأمريكي منهم هنري كاسنجر، صنفت كأصغر مليارديرة وثالث أصغر ملياردير على مستوى العالم. تقول هولمز: "كل ما فعلته إنني بدأت خططي مبكرا، الشباب لديهم أفكار رائعة ولكنهم يؤخرون تقديمها لسبب ما". هي فعلا استعجلت على رزقها ولكنها لم تندم أبدا!

مشاركة :